التحق صباح اليوم الأربعاء عبر كامل المؤسسات التربوية الوطنية زهاء 11 مليون تلميذ وتلميذة بمقاعد الدراسة, في دخول مدرسي ميزته العودة إلى نظام التدريس العادي, بعد سنتين من اتباع إجراءات استثنائية احترازية في التمدرس, نتيجة تفشي جائحة كوفيد-19. كما سيعرف الموسم الدراسي (2022-2023) عدة مستجدات, على رأسها إدراج اللغة الانجليزية ابتداء من السنة الثالثة من الطور الابتدائي. وخلال إشرافه على الإنطلاقة الرسمية لهذا الموسم من ولاية جانت, اعتبر وزير التربية الوطنية, عبد الحكيم بلعابد القرار المتعلق باعتماد اللغة الإنجليزية في السنة الثالثة من الطور الابتدائي, "تحد" رفعته الدولة الجزائرية لتمكين التلاميذ من اكتساب هذه اللغة. وبهذا الخصوص, طمأن السيد بلعابد بأنه تم, لهذا الغرض, توفير كافة الإمكانيات البشرية والمادية على مستوى كل المؤسسات التربوية عبر الوطن, مع الإشارة إلى أن اعتماد اللغة الإنجليزية سيعمم, مستقبلا, حتى يشمل السنتين الرابعة و الخامسة ابتدائي. وبالتخلي عن نظام التفويج الذي كانت قد فرضته جائحة كوفيد-19, و العودة, بالتالي إلى نظام التمدرس العادي, يعود مشكل الاكتظاظ إلى الواجهة كانشغال لا طالما عبر عنه الأولياء و المنظمات النقابية ذات الصلة بالقطاع. غير أن الوزير أكد بأن هذا المشكل "نسبي" و "ليس بالحدة والضراوة المتداولة", مطمئنا بأن "معظم المدارس ستعمل بأريحية". كما لفت, في ذات الصدد, إلى أن بعض المؤسسات عانت من الاكتظاظ بسبب تناقص وتيرة الإنجازات نتيجة تداعيات وباء كوفيد-19, ليكشف عن أنه تم, بمناسبة السنة الدراسية الجديدة,"استلام 413 مؤسسة تعليمية قاعدية تضم 268 ابتدائية و85 متوسطة و60 ثانوية", إلى جانب "إنشاء 1597 قسم توسعة". وعن الإجراءات الرامية إلى التخفيف من ثقل المحفظة المدرسية, أفاد وزير القطاع بأنه وتنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون في هذا الشان, تم تجهيز أزيد من 1.600 مدرسة بالألواح الرقمية والكتاب الإلكتروني, إضافة إلى استعمال النسخة الثانية من الكتاب المدرسي الموسوم ب"كتابي" بالنسبة لتلاميذ سنوات الثالثة والرابعة و الخامسة ابتدائي. وأفاد, في هذا الشأن, بأن الكتاب الرقمي الذي تم اقراره كاجراء لتخفيف ثقل المحفظة"سيكون متوفرا بداية من الشهر القادم". كما سيستفيد أيضا نحو أربعة ملايين تلميذ من كتب مدرسية بالمجان ومن منحة تقدر بخمسة آلاف دينار جزائري. وبولاية تيميمون, ثاني محطة له خلال إشرافه على افتتاح موسم (2022-2023), أكد السيد بلعابد أن الدخول المدرسي الجديد كان"موفقا", كما أنه "عكس حرص الدولة الجزائرية على توفير كل ضمانات النجاح, المادية منها والبشرية والتنظيمية". كما ثمن الوزير, بالمناسبة, القرارات "الصائبة والحكيمة والسديدة" المتخذة من طرف الدولة تجاه المدرسة التي تعد من"اهتماماتها الأولية", مثلما أكد. وتوقف, في ذات السياق,عند "حرص رئيس الجمهورية, شخصيا, على ايلاء المدرسة, خاصة في مرحلتها الابتدائية العناية والاهتمام, من خلال التعليمات والأوامر التي يسديها في كل مرة, لا سيما أثناء اجتماعات مجلس الوزراء. وكذا من خلال العمليات النوعية خاصة منها تخفيف ثقل المحفظة عن طريق اللوحات الرقمية واستفادة 3 ملايين طفل لمستويات 3 و 4 و 5 ابتدائي من النسخة الثانية من الكتب. وفيما يتعلق بمنحة التمدرس, فقد تجاوزت نسبة المستفيدين منها, حسب السيد بلعابد, ال 80 بالمائة على المستوى الوطني. يذكر أن الموسم الدراسي كان قد افتتح, وعبر كافة الأطوار التعليمية, بدرس تحت شعار "دخول مدرسي في محيط نظيف", في خطوة ترمي إلى "تعزيز السلوكيات الايجابية للتلاميذ تجاه البيئة, لتحقيق أهداف التنمية المستدامة".