أشاد أساتذة وإعلاميون ومجاهدون, اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, بالدور الريادي الذي لعبه وزير الإعلام في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والدبلوماسي المحنك, المرحوم محمد يزيد, في دعم الثورة التحريرية إعلاميا ودبلوماسيا وثوريا. وفي منتدى الذاكرة الذي نظمته جمعية "مشعل الشهيد" وجريدة "المجاهد" حول موضوع "مساهمة الإعلام الثوري في مواجهة الدعاية الفرنسية إلى الإعلام في حماية الذاكرة", أكد المتدخلون أن العمل المسلح الذي تبناه قادة الثورة كخيار نهائي لتحقيق الاستقلال, تعزز ببروز الإعلام الثوري والوسائل الاتصالية لمواجهة الدعاية الفرنسية وتكذيب الاعتقادات الباطلة التي حاولت فرنسا إبرازها في المحافل الدولية. وفي هذا السياق, أبرز الإعلامي والكاتب الصحفي, محمد بوعزارة, الدور "الريادي والهام" الذي لعبه المرحوم محمد يزيد في التعريف بالثورة التحريرية, خاصة على المستوى الدولي, من خلال فضح جرائم الاستعمار أمام الرأي العام العالمي, قائلا بأن محمد يزيد "مارس مهام الدبلوماسي بإتقان وحنكة وكان إعلاميا من الطراز الرفيع من منطلق قناعته بأن الكفاح المسلح لا يمكن له أن ينجح بدون الجانب المعلوماتي والاتصالاتي, خاصة بعد تشكيل وزارة الاخبار في الحكومة المؤقتة في سبتمبر 1958 التي تولى رئاستها". وأشار ذات المتحدث بالمناسبة, إلى أن بيان أول نوفمبر الذي كان يحمل بين طياته فلسفة عميقة للثورة التحريرية في المجالات الإعلامية والسياسية والعسكرية, "كان أول عمل إعلامي دعائي يؤسس للثورة التحريرية المجيدة والذي وزع على نطاق واسع وتمت إذاعته في صوت العرب", مبرزا الدور الذي لعبه المرحومان محمد يزيد وحسين آيت أحمد, بفضل حنكتهما السياسية والدبلوماسية في استقطاب مختلف وسائل الإعلام في مؤتمر باندونغ سنة 1955. وأثنى أيضا على ما قام به المرحوم محمد يزيد في الأممالمتحدة لدعم الثورة التحريرية, حيث كان له الفضل في تكوين أول لوبي جزائري في أمريكا ومشاركته في تحرير اللائحة التي تقدمت بها المجموعة الأفروأسيوية للمطالبة بضمان حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره عام 1960. أما المجاهد والأستاذ الباحث, عيسى قاسمي, فقد قدم بعض الشهادات الحية حول عبقرية المرحوم محمد يزيد في الاتصال والإعلام الثوري وما قام به من أجل نصرة القضية, لافتا إلى أن المرحوم "آمن بالقضية واقتنع بشرعيتها وأصر على الكفاح من أجلها". ودعا المجاهد في هذا الصدد الأجيال الصاعدة إلى أن "تستمد قوتها من ذاكرتها وأمجادها", مشددا أن الثورة التحريرية "صنعت تاريخا وأمجادا و بطولات لا بد من إيصالها إلى الشباب وترسيخها حفاظا على الذاكرة الوطنية".