نظّمت مديرية المجاهدين لولاية بومرداس ندوة تاريخية بالتنسيق مع الاذاعة الجهوية تمحورت حول موضوع دور الإعلام في المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي نشطها كل من الدكتور عمار عبد الرحمان أستاذ بمعهد علوم الاعلام والاتصال و المجاهد عبدالقادر سعيدي والمجاهد محمد شريف بن حسين. وجاءت الندوة احتفالا بذكرى الاستقلال. الندوة التي نظّمت تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وشعارها «العهد بالعزة والكرامة في جزائر البناء» افتتحت بمداخلة للأستاذ الدكتور عمار عبد الرحمان، حيث أكد أن الثورة التحريرية منذ اندلاعها أدركت بأن الإعلام يعد احد الوسائل الرئيسية في مواجهة الاستعمار الى جانب قوة السلاح. وبناءً على هذه الأهمية جاء توظيف وسائل الإعلام والدعاية في هذه المسيرة النضالية سواء منها التقليدية كالصحف والبرامج الناطقة باسم الحركة الوطنية والمتطورة مثل الإذاعة والسينما والمسرح وغيرها من الوسائل الأخرى. وقال الدكتور إن قيادة الثورة استعملت في مواجهة الاستعمار الفرنسي منها الدعاية للثورة في أوساط الشعب الجزائري لدعم جبهة وجيش التحرير وإلى الحكومة الفرنسية والرأي العام الفرنسي والرأي العام العالمي من أجل استمالتها لقضيتها العادلة، والرد على الإعلام الفرنسي وتصريحات القادة السياسيين الفرنسيين التي كانت تقلل من شأن الثورة وزرع الشكوك في نفوس الجزائريين اتجاهها. بعدها تدخل المجاهد الرائد عبد القادر سعيدي الذي أكد أن الاعلام كان له دور مهم في تدعيم الثورة التحريرية التي أعطت له مكانا كبيرا في عملها، مضيفا أن الإعلام الناجع في التعريف بالثورة هو الاعلام الصادق، ولذلك كانت المصداقية التي انتهجتها الثورة في عملها الاعلامي سلاحا أساسيا. أشاد الرائد سعيدي بالدور الكبير للإعلام أثناء الثورة التحريرية،وإيصال صوتها الى العالم، وضرب مثالا على ذلك بوزير الاعلام في الحكومة المؤقتة المجاهد الراحل أمحمد يزيد، الذي يعد أحد أبرز رجال الاعلام في الثورة الجزائرية، والذي قال أنه كان يتمتع بقدرة التبليغ الذي تجلى في كثير من القضايا كقضية باندونغ وقضية ملوزة، وأشار المتحدث الى الدور الكبير الذي لعبه محمد يزيد في التعريف بالقضية الجزائرية أمام المحافل الدولية بفضل الدبلوماسية الجزائرية التي لعبت دورا كبيرا في دعم وتجنيد الرأي العام الدولي في صالح القضية العادلة، وهي الاستقلال والحرية.