يشارك آلاف الزوار والسياح بدءا من هذا الجمعة في الإحتفالات الدينية والثقافية التي تشهدها ولاية بني عباس احياء للمولد النبوي الشريف . وينشط هؤلاء الزوار الوافدين من ولايات جنوب-غرب البلاد وغيرها من المناطق الأخرى من شمال الوطن فعاليات هذا التظاهرة السنوية التي غدت مع مرور الوقت واحدة من الإحتفالات الدينية والثقافية التي تشتهر بها منطقة الساورة ، حسبما أوضح مسؤولو عديد الجمعيات المنظمة لهذا الحدث . وتشكل احتفالية "الفازعة" واحدة من الفقرات الهامة التي تميز هذه التظاهرة الدينية وتستقطب آلاف الأشخاص على مستوى ساحة بني عباس ، وتتمثل في ساحة الجهورية وهي الإحتفالية التي تسمى محليا ب" المسرية" . وانطلقت هذه الفعاليات بعد صلاة العصر بحضور السلطات الولائية ومدعوين ، بتلاوة الفاتحة ، وهي مراسم تقليدية وأصيلة ، والتي تكون على شكل مشاهد احتفالية مليئة بالألوان حيث تجمع مئات فرق البارود القادمة من شتى المناطق ومدن جنوب غرب البلاد والتي تعطي ديكورا متنوعا تتخلله أنغام الموسيقى والرقص التقليدي . وعلى هامش تلك الإحتفالات تنظم ولاية بني عباس أنشطة ثقافية ودينية بمساهمة مديرية الشؤون الدينية والأوقاف وعديد القطاعات الأخرى والفعاليات الجمعوية المحلية ، من ضمنها تنظيم مسابقات في حفظ القرآن الكريم ، وتظاهرات ثقافية ، وحفلات ختان للأطفال . وأكد مدير السياحة والصناعة التقليدية بالولاية عبد الكريم موساوي بالمناسبة "أن الهياكل الفندقية العمومية على غرار فندق "ريم" بطاقة 120 غرفة قد امتلئ الحجز به منذ عدة أيام ، كما هو الشأن ايضا لفندق "العرق" لأحد الخواص بطاقة 19 غرفة التي حجزت لفائدة السياح وغيرهم من الزوار الذين فضلوا متابعة هذا الحدث". واشار أيضا " أنه وبغرض ضمان طاقات استقبال ، فقد شجعنا بمناسبة هذه الاحتفالات صيغة "الإقامة لدى الساكن" من خلال عشر متعاملين محليين الذين نرافقهم طيلة هذه الإحتفالات بالمولد النبوي الشريف التي تتواصل على مدار سبعة أيام" . وأوضح السيد موساوي في السياق ذاته أنه تمت دعوة عديد المتعاملين المحليين والوطنيين لتوفير خيم التي تستجيب لشروط الإقامة والأمن بالمناطق الصحراوية لتلبية الطلب المعبر عنه من قبل عديد وكالات السياحة والأسفار . وتعود احتفالية المولد النبوي الشريف التقليدية ببني عباس إلى قرون مضت والتي تتميز بأجواء روحانية خاصة ، وتتضمن عديد مراحل التحضيرات لها من بينها تبييض الأضرحة وغيرها من المعالم الدينية ، تقديرا لأراوح شيوخ هذه المنطقة من جنوب غرب البلاد على غرار مؤسس المدينة سيدي عثمان الغريب . وتنظم يوميا حلقات لتلاوة القرآن الكريم على مدار سبعة أيام وأخرى للذكر عبر المساجد والمدارس القرآنية عبر المنطقة . وسمح كرم الضيافة التي يشتهر به ساكنة المنطقة بتقاسم تقاليد هذه الإحتفالات مع السياح والزوار ، مما جعلها "تحقق نجاحا شعبيا " ، كما أوضح باحثون في التراث ومسؤولي جمعيات محلية بولاية بني عباس.