اجتمع وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، اليوم الاحد بالجزائر العاصمة، مع عدد من نظرائه في الحكومة بغرض ضبط مخطط عمل مشترك يهدف إلى تطوير شعبة الفنون وامتداداتها في النظام التربوي ومآلاتها في الحياة الفنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحضارية. كما يهدف الاجتماع الذي جرى بمقر وزارة التربية الوطنية بحضور وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، وزير التكوين والتعليم المهنيين، ياسين مرابي، ووزير الاتصال، محمد بوسليماني، إلى "إعطاء شعبة الفنون البعد الفني الاستراتيجي بالتنسيق المحكم والمتواصل بين القطاعات المعنية، وذلك مواصلة لتجسيد قرارات رئيس الجمهورية في هذا الشأن". وبالمناسبة، أشار السيد بلعابد إلى أن الدخول المدرسي المقبل 2023-2024 سيعرف اجتياز أول دفعة من تلاميذ الثانوية الوطنية للفنون "الشهيد علي معاشي" لبكالوريا الفنون، مشيرا الى أنه تم اتخاذ "كل التدابير بخصوص ذلك من حيث البرامج والتأطير بمرافقة القطاعات الوزارية المعنية التي سيكون لها دور هام في تكوين هؤلاء التلاميذ في التعليم العالي والبحث العلمي". ويتأتى هذا الدور --مثلما أكد الوزير-- من خلال "مرافق التكوين المتوفرة على مستوى الوزارات المعنية في التخصصات المطلوبة مع التفكير في أدوات التحفيز والتشجيع"، مثمنا في ذات السياق "النتائج الممتازة التي تحصل عليها التلاميذ برسم الثلاثي الأول من السنة الدراسية 2023-2022". كما أكد السيد بلعابد أن تنصيب شعبة الفنون في النظام التعليمي الجزائري "لا يقتصر على كونها مادة تدرس أو شعبة في نظام التعليم الجزائري، بل هي مقاربة استراتيجية واجتماعية وثقافية لرئيس الجمهورية وتم تسجيلها بإحكام في مخطط عمل الحكومة". ولم يفوت ذات المسؤول فرصة اللقاء ليؤكد الدور "البارز والحساس" المنوط بقطاع الاتصال الذي سيتكفل ب"المرافقة والإعلام الواسع" لهذه الشعبة وآفاقها، مع تأكيد "التوجه الاستراتيجي للدولة وانعكاسه الإيجابي على عدة مجالات". وفي ختام الاجتماع، تم الاتفاق على مواصلة العمل في إطار اللجنة المشتركة المشكلة لهذا الغرض. وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون قد أكد في اجتماع مجلس الوزراء شهر يناير المنصرم أن الهدف من إنشاء الثانوية النموذجية للفنون هو "سد للفراغ الثقافي والفني لدى الجيل الناشئ لتقوية أسسنا الثقافية والفنية من أجل مواجهة التحديات التي تنطلق من مرجعياتنا الثقافية، على غرار الفن السينمائي والمسرحي والموسيقي". وأمر في هذا الصدد باستقدام أساتذة متخصصين وخبراء يتولون التكوين في مختلف الفنون إلى غاية نيل البكالوريا الفنية، بهدف إرساء ثقافة التكوين في المجال الفني كمكانة اجتماعية، مشددا على أن دور السينما "مهم ومحدد في صناعة فكر الفرد الجزائري والمجتمع ككل وليس للتسلية فقط".