منعت السلطات المخزنية رجال الاعلام من تغطية اجتماع ما يسمى "الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي" مع التعاونيات التي حصلت على تصاريح رسمية لزراعة القنب الهندي, وهذا بالتزامن مع اقتراب موعد تدشين أول معمل لتصنيع القنب الهندي بإقليم شفشاون, شمال المغرب. وذكرت تقارير محلية أنه تقرر منع الصحفيين ورجال الإعلام من تغطية هذا اللقاء. و استنكر الصحفيون الذين تم منعهم من تغطية هذا اللقاء, هذا الاجراء وسط تساؤلات للإعلام المحلي حول ما يخفيه المخزن حتى يمنع الصحافة من التغطية. ويأتي هذا المنع في وقت تؤكد فيه مصادر متطابقة ان عشرات التراخيص التي منحتها "الوكالة المغربية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي" (صنفها المخزن ضمن لائحة المؤسسات العمومية "الاستراتيجية"), استفاد منها مستثمرون صهاينة. وقبل ايام معدودة, كشف الخبير الفلاحي المغربي ابراهيم اليوسفي أن شركة صهيونية متخصصة في تصنيع وتصدير القنب الهندي ستدخل حيز الخدمة قريبا بالمغرب, و أنه من المتوقع ان تبلغ قيمتها الاستثمارية 57 مليار دولار مع حلول 2026, وهذا بعد تقنين الدولة المخزنية (أكبر منتج للحشيش) للاستثمار في القنب الهندي عام 2021. وبداية الشهر الجاري, أعلنت احدى التعاونيات المغربية التي استفادت من أول رخصة لاستغلال القنب الهندي, عن البدء في تدشين أول وحدة لاستغلال القنب الهندي بمنطقة باب برد بإقليم شفشاون. وشهر أكتوبر الماضي, أعلنت "الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي" عن منح عشرات التراخيص, تتيح لأصحابها تحويل وتصنيع النبتة الخضراء التي يستخرج منها مخدر الحشيش, وتسويق وتصدير منتجاتهم ضمن صفة "أغراض طبية وصيدلية وصناعية". وتتوقع حكومة المخزن أن تصل عائدات المملكة من الاستثمار في هذه السموم الى 42 مليار دولار سنويا مع حلول 2028. هذا وتواصل السلطات المغربية منح تراخيص لاستغلال القنب الهندي, رغم مطالب عشرات الجمعيات الحقوقية الناشطة في مجال مكافحة المخدرات بإلغاء هذا القانون, نظرا للعواقب الوخيمة المتوقعة لذلك على كل المستويات, خاصة مع تزايد نسبة الجرائم. تزايد نشاط شبكات تهريب المخدرات من المغرب نحو أوروبا و خلال الفترة الاخيرة, رفعت شبكات تهريب المخدرات من المغرب نحو أوروبا من وتيرة نشاطها, وفق ما تؤكده عمليات الاجهزة الامنية للكثير من الدول الاوروبية, خاصة اسبانياوفرنسا و ايطاليا, وهذا باستخدام مختلف الوسائل سواء عبر القوارب أو في شاحنات الخضر والفواكه او عبر الطائرات المسيرة. وفي هذا الاطار, كشفت تقارير إعلامية أن الشرطة الإسبانية تمكنت من تفكيك شبكة إجرامية تنشط في تهريب المخدرات من المغرب إلى فرنسا عبر إسبانيا, وعلى خلفية هذه العملية الأمنية النوعية, تم توقيف 7 أشخاص, بالتنسيق والتعاون مع الشرطة الفرنسية. وفي تفاصيل العملية, حسب ذات المصادر, فإن أفراد العصابة كانوا يعمدون إخفاء شحنات المخدرات داخل بضائع قانونية في شاحنات مغربية متجهة إلى فرنسا, قبل نقلها للتخزين في مستودعات بإشبيلية وملغا بإسبانيا, حيث كشفت عملية أمنية عن تهريب حوالي 247 كيلوغراما من الماريخوانا والحشيش, بالإضافة إلى ضبط حوالي "40 ألف يورو وسلاح ناري" من قبل ضباط الشرطة الإسبانية خلال العملية المشتركة. وفي سياق متصل, كشفت صحيفة إيطالية أن شرطة مقاطعة لكة بوسط البلاد قامت بحجز ما يقارب 26 كيلوغراما من الحشيش, أي ما يقارب 300 ألف أورو في سوق تجارة المخدرات, كانت متواجدة أسفل مقعد السائق وصندوق السيارة, بالإضافة إلى حجز ما يزيد عن 750 أورو, والتي رجح أنها من مبيعات المخدرات. و اسفرت العملية عن اعتقال مهاجر مغربي يبلغ من العمر 25 سنة, وذلك لتورطه في حيازة وترويج المخدرات, و أشارت ذات المصادر إلى أن المتورط حاول الفرار متجها نحو الحقول, إلا أن الشرطة تمكنت من اعتقاله بعد دقائق قليلة. كما حجزت مصالح الامن الايطالية كمية من الحشيش وما لا يقل عن 4000 جرعة مخدرة, بالإضافة إلى سلاح, و تم اعتقال مهاجر مغربي يبلغ من العمر 23 سنة بتهمة حيازة وترويج المخدرات وحمل السلاح بشكل غير قانوني.