كلّما أعلن عن تفكيك شبكات كبرى مرتبطة بالمخدّرات، إلا وكان من بين أعضائها رعايا مغاربة، يعملون على تصدير وترويج هذه السّموم، التي تدرّ أموالا قذرة قد تستغل في مجالات أخرى، كاقتناء السّلاح أو دعم الجماعات الدموية هنا أو هناك. أعلنت الشّرطة الأوروبية (يوروبول) مؤخّرا، عن تفكيك "كارتل ضخم" لتهريب المخدرات يسيطر على ثلث تجارة الكوكايين في أوروبا، وأوقفت 49 مشتبها بهم من دول مختلفة بينهم مغربي. وقالت الوكالة الأوروبية للتعاون في مجال إنفاذ القانون في بيان، إنّه تمّت في إطار العملية الدولية الضخمة ضبط 30 طنا من المخدرات، فيما أوقف مشتبه بهم في كل من فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا. وأحد المشتبهين هو شخص في السابعة والثلاثين من عمره يحمل الجنسيتين الهولندية والمغربية، تمّ توقيفه بشبهة استيراد آلاف الكيلوغرامات من الكوكايين إلى هولندا في عامي 2020 و2021. وقبل أيّام، أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية عن تفكيك جماعة إجرامية متخصّصة في الاتجار بالمخدرات لها صلات بمنظّمات إجرامية أخرى في عدة بلدان من بينها المغرب، وذلك في بلدة فيلاغارسيا دي أروسا بغاليسيا (شمال غرب البلاد). ووفقا للتّحقيق الذي أجرته الشّرطة الوطنية، فإنّ "زعيم" هذه الجماعة الإجرامية، رامون دورغامبيدي، كانت له صلات بمنظمات إجرامية أخرى، خاصة في المغرب والبرتغال، ولديه البنية التحتية اللازمة لنقل كميات كبيرة من المخدرات. وكشف التحقيق، أنّ أعضاء هذه الجماعة الإجرامية المتخصّصة في الاتجار بالمخدرات تمّ تجنيدهم من قبل منظمة مغربية لتجهيز قارب رفضه أصحابه بسبب خصائصه الفنية. وبحسب الشرطة الوطنية، فإنّ العملية لا تزال جارية، ولا يتم استبعاد اعتقالات اخرى في الأسابيع المقبلة. وكان الحرس المدني الإسباني قد تمكّن في 24 سبتمبر الماضي من حجز أكثر من 14 طنا من الحشيش (القنب الهندي) القادم من المغرب، واعتقال نحو 50 عضوا ينتمون إلى منظمة متخصصة في تهريب كميات كبيرة من المخدرات على سواحل مقاطعة قادش (الأندلس) ونهر الوادي الكبير. ومنذ مطلع السنة الجارية، أعلنت السّلطات الاسبانية مرارا عن ضبط وتفكيك شبكات لمغاربة ينشطون في تهريب المخدرات إلى أراضيها، باستعمال قوارب أو طائرات صغيرة أو عن طريق النقل البري. يذكر أنّ الهيئة الدّولية لمراقبة المخدرات قد أفادت شهر مارس الفارط، بأنّ المغرب يعتبر أكبر منتج للحشيش في العالم، ولا يزال البلد المصدر الرئيسي لراتنج القنب الذي يدخل الاتحاد الأوروبي، والذي يستخرج منه الحشيش. كما أكّد التقرير العالمي حول المخدرات لعام 2022، الذي نشره مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في جوان الفارط، أنّ المغرب يحتل صدارة الدول الرئيسية لمنشأ ومغادرة القنب الهندي، ما يجعل هذا البلد أكبر منتج ومصدر لهذا النوع من المخدرات. ويشير التقرير إلى المغرب باعتباره أوّل بلد إفريقي من حيث زراعة القنب الهندي خلال العقد 2010-2020.