دعا مشاركون في الدورة التكوينية السادسة حول الاتصال المؤسساتي التي تحتضنها اليوم الخميس ولاية غرداية إلى التأسيس لمنظومة قوية للاتصال المؤسساتي لمجابهة الإشاعة والتقليل من تأثيراتها في المجتمع. و أجمع متدخلون من أساتذة جامعيين وخبراء في مجال الاتصال على أهمية إرساء منظومة قوية للاتصال المؤسساتي بما يسمح بمجابهة الإشاعة والأخبار الزائفة وتأثيراتها السلبية في المجتمع, سيما في ظل الانتشار الواسع لوسائل التكنولوجيات الحديثة. و أشار في هذا الصدد المحاضر بابا واعمر عبد الرحمان (جامعة غرداية) في مداخلته بعنوان "الإعلام المؤسساتي ...المفاهيم والدلالات" أن معيار نجاعة الاتصال المؤسساتي تتمثل أساسا في إعطاء صورة تسمح بالحفاظ على سمعة المؤسسة في أوساط المتلقين، مما يتعين, كما أضاف, تفعيل مهام ودور ممثلي المؤسسات الإعلامية وخلايا الاتصال بالهيئات الإدارية والمؤسسات العمومية على النحو الذي يسمح لهم تقديم معلومة ذات مصداقية تحظى بثقة المواطن. و تطرق المتحدث إلى أهمية إصلاحات المنظومة القانونية وتأكيد حق المواطن في الإعلام وحق الصحفي في الوصول إلى مصادر المعلومة، وهي الحقوق التي أقرتها التشريعات والقوانين العضوية للإعلام. و أوضح المحاضر أن التجسيد الفعلي للنصوص القانونية تعد السبيل الأمثل الذي يسمح للصحفي والباحث, كما أضاف, من الحصول على المعطيات التي تمكن المواطن من المعلومة الصحيحة، وهو ما يساهم بالتالي في تكريس مصداقية المؤسسة. و من جهته تطرق الجامعي فوزي شرايطي في مداخلته حول "تقنيات الاتصال الاقناعي" إلى أهمية كفاءة واحترافية المكلفين بالاتصال (ممثلو المؤسسات الإعلامية والمشرفون على خلايا الاتصال بالهيئات الإدارية والمؤسسات العمومية) في الوصول إلى مصادر المعلومة، بما يسمح لهم بتقديم مادة إعلامية موثوقة تلبي رغبات المتلقي. و أكد ذات الجامعي أن مؤهلات المكلفين بالاتصال على تحقيق الإقناع كفيلة بالتأثير في المتلقي وذلك لا يتأتى, كما قال, "إلا من خلال مراعاة المصداقية و الموضوعية والحياد". و يتضمن برنامج هذه الدورة (11-12 مايو) التي افتتح أشغالها وزير الاتصال محمد بوسليماني, بحضور السلطات الولائية بجامعة غرداية, عدة محاور حول الاتصال المؤسساتي التي سينشطها أساتذة جامعيين ضمن مداخلات أكاديمية تكون متبوعة بنقاشات, من بينها "الاتصال المؤسساتي .. مفاهيم ودلالات "و "العناصر المؤسسة للاتصال المؤسساتي " و"دور الصحافة المحلية في ترقية السياسات العمومية "، وموضوعات أخرى مبرمجة، إلى جانب تنظم ورشات تطبيقية، حسب المنظمين . يذكر أن هذه الدورة التكوينية التي تنظمها وزارة الاتصال بالتعاون مع وزارتي الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية والتعليم العالي والبحث العلمي تعرف مشاركة صحفيي وسائل الإعلام العمومية والمشرفين على خلايا الاتصال بكل من ولايات غرداية والوادي وبسكرة والأغواط و ورقلة وتوقرت والمنيعة و الجلفة و المغير وأولاد جلال. و تندرج هذه الدورة التكوينية في إطار تفعيل المخطط العملي لوزارة الاتصال وتجسيدا لاستراتيجية الاتصال الحكومي وتدعيم الصحافة المحلية وتطوير الإعلام الجواري.