مرة أخرى كانت الآلية الصهيونية مع موعد لارتكاب جريمة جديدة تنضاف لمسلسل جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني, حيث تعرضت مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية المحتلة, منذ الساعات الاولى لنهار اليوم الاثنين, لعدوان عسكري, أثار انتفاضة غضب عارمة داخل فلسطين وعبر العالم, مطالبة بمحاسبة الاحتلال دون تأخير وبتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني. ونددت عدة دول ومنظمات بالعدوان الصهيوني المتواصل على جنين ومخيمها, مشددة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني, و إلزام الكيان الصهيوني بوقف انتهاكاته السافرة للقانون الدولي وحمله على احترام قرارات الشرعية الدولية. و أدانت الجزائر ب"شدة" الاعتداء الصهيوني على جنين والذي أسفر عن استشهاد ثمانية فلسطينيين على الأقل و اصابة حوالي 50 آخرين, حسب حصيلة مؤقتة, اضافة الى دمار في الممتلكات والبنية التحتية, مطالبة بالوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية التي تنتهك بصفة "فاضحة" جميع الأعراف والقوانين الدولية وأبسط القيم الإنسانية. وجددت الجزائر التعبير عن "تضامنها الدائم مع الشعب الفلسطيني الأبي ومناصرة قضيته العادلة في إنهاء احتلال أراضيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف", داعية المجتمع الدولي, لا سيما مجلس الأمن, لتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية في ضمان حماية دولية للشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عن سلسلة الجرائم التي ما انفك المحتل يرتكبها في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة دون مساءلة أو ردع أو محاسبة. ومن المقرر أن يعقد مجلس جامعة الدول العربية, على مستوى المندوبين الدائمين, اجتماعا طارئا غدا الثلاثاء لبحث العدوان الصهيوني في جنين وسبل التحرك الفعال على المستوى العربي والدولي لوقفه ومحاسبة المرتكبين. وكانت الجامعة العربية قد حملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان, بوصفه "جريمة حرب" و "انتهاكا للمواثيق والقوانين وقرارات الشرعية الدولية". كما طالبت المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن والدول الأعضاء بتحمل مسؤولياتهم في الوقف الفوري للعدوان وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. و أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أنها تجري اتصالات لحشد ضغط دولي لوقف العدوان على جنين ومخيمها. من جهته, قال رئيس الوزراء الفلسطيني, محمد اشتية, إن "السلطة تتابع الوضع مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل وقف العدوان", متهما الكيان الصهيوني بارتكاب جريمة جديدة في مخيم جنين, في محاولة جديدة لإزالته عن الوجود وتهجير أهله. و أدانت منظمات اقليمية ودولية والعديد من الدول على غرار مصر وقطر والاردن و ايران, التصعيد الصهيوني بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة والعدوان على مدينة جنين ومخيمها, محملة الاحتلال المسؤولية المباشرة عن تداعيات هذه الجريمة النكراء التي تستدعي التحقيق والمساءلة. ففي سياق ردود الفعل, أكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن الاعتداء "يمثل انتهاكا صارخا للمواثيق والقوانين الدولية ويعرقل جهود عملية السلام لحل القضية الفلسطينية". وطالب بضرورة التحرك الدولي الفوري والعاجل, لوقف هذه الاعتداءات الوحشية والممارسات القمعية. وفي عمان, أدانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الصهيوني المتواصل في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة, و آخره العدوان على مدينة جنين, داعية المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات . من جانبها, أكدت وزارة الخارجية السورية ان العدوان الصهيوني على جنين ومخيمها "يرقى إلى مستوى جريمة حرب", لافتة الى أن "سياسة التصعيد الصهيونية ليست إلا تعبيرا عن عجز الاحتلال عن مواجهة تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه التاريخية المتمثلة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". بدورها, أدانت الخارجية اللبنانية, العدوان الصهيوني بجنين والذي استخدمت فيه قوات الاحتلال الطائرات الحربية والأسلحة الثقيلة ضد المدنيين, مع منع إسعاف الجرحى, داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته في الضغط على الاحتلال وحماية الفلسطينيين العزل. كما ادانت ايران جرائم الاحتلال الصهيوني بحق مخيم جنين, ودعت من جانبها المجتمع الدولي للتحرك فورا لوقف الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني. ويعيد هذا العدوان إلى الأذهان اجتياح قوات الاحتلال الصهيوني لمخيم جنين في الأول من أبريل 2002 وحصاره نحو أسبوعين, ثم قصفه بطائرات "إف-16" الحربية والمدفعية. وخلفت تلك المجزرة أكثر من 500 شهيد من الأطفال والنساء والشيوخ.