شكل المؤتمر الوطني الخامس للاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين، المنعقد اليوم السبت بالجزائر العاصمة، فرصة للعديد من الفاعلين للتأكيد على أهمية هذه الشريحة المهنية كفاعل رئيسي في تطوير القطاع الفلاحي و المساهمة في تحقيق الامن الغذائي. وفي كلمة افتتاحية لأشغال هذا المؤتمر، المنظم على مدى يومين، تحت شعار "المهندس الزراعي فاعلا رئيسيا من أجل فلاحة مستدامة "، أكد الامين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، حميد بن ساعد، على "ادراك المهندسين الزراعيين لحجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم للمساهمة الفعالة في عصرنة الفلاحة و تطوير الاقتصاد الوطني بما يجعلنا في رواق مريح لتحقيق امننا الغذائي، خاصة وان الجزائر تتوفر على كل المقومات و القدرات لتحقيق ذلك". وفي هذا الصدد، اضاف المسؤول أن تحقيق الامن الغذائي "يعد من اهم ركائز السيادة الوطنية و يعتبر غاية استراتيجية في القطاع الفلاحي تهدف الى الرفع من الانتاج و الانتاجية من اجل تلبية الحاجيات الغذائية للمواطنين و خلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني و ذلك تماشيا مع المحاور الكبرى التي تضمنتها خارطة طريق القطاع الى افاق 2025 النابعة من مخطط عمل الحكومة والتزامات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الذي جعل من الفلاحة خيارا استراتيجيا في الوقت الحالي ورهانا مستقبليا يعتمد عليه". ولأجل ذلك، يضيف السيد بن ساعد، كان لزاما علينا "تجنيد كل الامكانيات للوصول الى الاهداف المسطرة، والتي يأتي في لبها المهندسين الزراعيين المتواجدين في الميدان والذين يعتبرون الفاعل الرئيسي في مختلف البرامج التنموية من خلال المرافقة التقنية الدائمة والمشاركة في العمليات التحسيسية لفائدة الفلاحين و حرصهم الدائم على عصرنة القطاع". وبالمناسبة، حث المهندسين الزراعيين على مواصلة جهودهم للبحث عن طرق اكثر حداثة ودعم الابتكار وتشجيع المبادرات قصد مواكبة كل التحديات والتغلب عليها من خلال تطوير استعمال التكنولوجيات الحديثة و التقنيات لاستصلاح الاراضي والتكيف مع التغيرات المناخية و ندرة المياه. وعلى هامش المؤتمر، صرح ممثل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية للصحافة أن عمل الوزارة "يرتكز حاليا على دعم الانتاج الفلاحي"، مضيفا انه "ستكون هناك استراتيجية جديدة للدعم، تشمل وضع مخططات وطنية لتطوير جميع الشعب وتجنيد جميع الوسائل والمرافقة التقنية بغية تحقيق الامن الغذائي والعمل على تحقيق الاستقلالية، لاسيما فيما يخص المدخلات الفلاحية". من جانبه، أكد رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين، منيب أوبيري، أن المؤتمر جاء للتطرق للحلول الممكنة والمقترحة من طرف المهندسين الزراعيين والباحثين الجزائريين، لمرافقة السياسات الزراعية الوطنية، مشيرا أن تصميم وتطوير النظم الزراعية المستدامة من طرف المهندسين الزراعيين اصبح ضرورة بالنظر للتحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية. ومن منطلق تعزيز مسؤولية المهندس الزراعي اتجاه المجتمع والبيئة لتحسين جودة الخدمات التي يقدمها وتعزيز كفاءته في توجيه المزارعين والفلاحين فانه اصبح من الضروري "الاهتمام بتطوير المهنة وتعزيز دورها من خلال اصدار القوانين التي تنظمها وترعى شؤونها"، يضيف السيد اوبيري. من جهة أخرى، ثمن المسؤول اهتمام رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بدعم القطاع الفلاحي، الذي "يعول عليه في فك الارتباط بعائدات المحروقات"، مبرزا ضرورة إشراك المهندسين الزراعين واعتماد الوسائل العلمية المتاحة من أجل رفع مستويات الإنتاج في شتى المحاصيل. أما الرئيس المدير العام لمجمع اسميدال، محمد الطاهر هواين، فأعتبر أن دور المهندس الزراعي "محوري ويعول عليه في مرافقة الفلاح من خلال استخدام الطرق العلمية لتحسين الانتاج"، مشيرا، بصفته رئيسا للاتحاد العربي للأسمدة، ان انتاج الدول العربية من الاسمدة يمثل ثلث الانتاج العالمي. وبخصوص الإنتاج الوطني، أكد المسؤول، على هامش المؤتمر، أن المجمع يوفر الاحتياجات الوطنية من الاسمدة الازوتية بنسبة 100 بالمائة، فيما يتم تلبية 70 بالمائة من حاجيات الاسمدة الفوسفاتية، مبرزا جهود المجمع لزيادة الانتاج على مستوى مؤسسة "فرتيال" قصد تلبية الحاجيات الوطنية لهذا النوع من الاسمدة بداية من السنة المقبلة. اما بخصوص الأسمدة الازوتية، أكد أن الجزائر تعتبر من كبار المنتجين لهذه المواد على المستوى الجهوي، مضيفا أن الاستثمارات الجارية ستسمح بلوغ انتاج 12 مليون طن سنويا في آفاق 2030، وهو ما سيعطي للجزائر موقعا رائدا على مستوى السوق الدولي، خصوصا في ظل الطلبات العديدة على المنتوج الجزائري من طرف بلدان أجنبية, حسبه. وبدوره ابرز رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، دور الموارد البشرية، على رأسها المهندس الزراعي في المساهمة في تحقيق الامن الغذائي. للإشارة سيخصص اليوم الثاني لأشغال المؤتمر الخامس للاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين لانتخاب رئيس جديد للاتحاد.