نظم الشعب المغربي, منذ يوم الجمعة الماضي, أكثر من 80 مظاهرة ومسيرة احتجاجية ضد التطبيع وتضامنا مع فلسطين, كانت المسيرة "المليونية" التي شهدتها العاصمة الرباط, امس الاحد, أكبرها على الاطلاق في "استفتاء واضح", اكد المغاربة فيه رفضهم المطلق لأي علاقة مع الكيان الصهيوني المحتل, وجددوا من خلاله مطالبهم بطرد الصهاينة من ارضهم. وسجلت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الامة, في بيان لها, اكثر من 80 تظاهرة احتجاجية ب52 مدينة مغربية, مؤكدة أن الشعب المغربي خرج بكل فئاته وشرائحه, وذلك استجابة لندائها التي دعت فيه إلى جعل 13 أكتوبر يوم "غضب", نصرة ل"طوفان الأقصى" (العملية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية) ورفضا للمجازر الوحشية المرتكبة في حق الأبرياء من قبل الكيان المحتل. ورفع المتظاهرون شعارات تشيد بالمقاومة في مواجهتها للاحتلال الصهيوني, كما نددوا بانتهاكات الأخير و استهدافه للمدنيين والأطفال في عدوانه على قطاع غزة, مرددين عبارات مثل "هذا عيب هذا عار.. غزة تحت الحصار", "غزة غزة رمز العزة", "المغرب وفلسطين.. شعب واحد وليس شعبين", "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة", "الشعب يريد اسقاط التطبيع", وغيرها. وطالبت المظاهرات الغاضبة, الحكومة المغربية بإسقاط اتفاقيات التطبيع و إنهاء العلاقات مع سلطات الاحتلال, وهو المطلب الأبرز في جميع المظاهرات التي تتواصل بالمغرب. و اكد رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع, احمد ويحمان, في تصريحات صحفية على هامش المسيرة المنظمة بالرباط والتي جمعت الآلاف من المشاركين, أن "هذه التظاهرة الحاشدة بمثابة استفتاء حقيقي يؤكد ويجدد الشعب المغرب من خلاله موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية التي تعد أحد ثوابته". و دعا ويحمان, المخزن الى العودة الى "جادة الصواب" و إلغاء جميع الاتفاقيات التطبيعية, قائلا: "اقفزوا من سفينة التطبيع الغارقة, لأن التطبيع ساقط وسيسقطه +طوفان الاقصى+, وها هو الشعب المغربي يجدد موقفه الرافض للتطبيع ولن يهدأ ولن يستكين حتى تحرير المغرب من الصهاينة". من جهته, أكد القيادي في حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب, عبد الرحيم شيخي, أن "مسيرة الشعب المغربي تقف مع المقاومة الفلسطينية الباسلة التي أذلت الكيان الصهيوني, وهي رسالة ضد التطبيع وضد كل الاتفاقيات التي تهدد النسيج المجتمعي المغربي وتهدد الدولة والمجتمع, وهي رسالة أيضا لكل من يريد أن يلتقط نبض الشعوب, بأن الشعوب هي الأصل و أن الأمة هي الأصل". بدوره, أكد منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بالمغرب, عبد القادر العلمي, أن الشعب المغربي يعبر مجددا عن وفائه للقضية الفلسطينية, و أنه مع الشعب الفلسطيني ومع المقاومة المشروعة "التي تناضل من أجل تحرير فلسطين ودحر الاحتلال الجاثم على أرضها". و أضاف العلمي أن الشعب المغربي يخرج في هذه المسيرة "المباركة الشعبية الحاشدة ليقول مرة أخرى بأنه مع الحق الفلسطيني, و أنه أيضا ضد التطبيع, على اعتبار أن التطبيع هو الذي يشجع الكيان الصهيوني على جرائمه التي يرتكبها في حق فلسطين وفي حق شعبها, وليقول بصوت واحد +يجب إسقاط التطبيع لأنه خزي لنا ولا نقبله+", مردفا : "ها هم المغاربة بكل أطيافهم وهيئاتهم يقولون +نحن مع فلسطين وضد التطبيع+". من جانبه, اكد الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب, محمد زويتن, ان "ما يحدث اليوم في فلسطين كاف للتوقف عن التطبيع والهرولة نحو الكيان الصهيوني", معتبرا أن "القناع سقط عن العالم الغربي الذي يتكلم عن حقوق الانسان والحرية ويتفرج اليوم على جرائم الاحتلال (...)". ومنذ 7 اكتوبر, تاريخ انطلاق عملية "طوفان الاقصى" ضد جرائم الكيان الصهيوني, تتواصل بالمغرب الاحتجاجات الشعبية المنددة بعدوان جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والمطالبة بإسقاط التطبيع وطرد الصهاينة من المملكة.