ألح المشاركون في يوم دراسي حول طب العمل نظم يوم الاثنين بجامعة مولود معمري بتيزي وزو على ضرورة التنسيق بين الجهات الفاعلة في الوقاية من حوادث العمل للحفاظ على صحة العامل. وكشف رئيس مصلحة طب العمل بمستشفى تيزي وزو الجامعي ،البروفيسور أحمد زعطوط الذي نشط محاضرة بعنوان "دور الجهات الفاعلة في مجال الوقاية من الحوادث والأمراض المهنية"، أن كل جهة من الجهات المعنية بصحة العامل بما في ذلك طب العمل والتأمينات ومفتشية العمل ولجنة السلامة والنظافة "تعمل وحدها دون السعي للتنسيق مع مختلف المتدخلين". وأضاف أن تجسيد هذا التنسيق "سيحسن من الوقاية من الأمراض المهنية وكذلك التكفل بالموظفين و يمكن لشركة التأمين (الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية) معاقبة صاحب العمل بسهولة. وستضمن مفتشية العمل على الامتثال وتطبيق القوانين المتعلقة بالوقاية من الحوادث في العمل، كما ستتابع مصلحة طب العمل الحالة الصحية للعامل لدق ناقوس الخطر للجهات الفاعلة الأخرى في حالة وجود ضرر صحي. كما سيشترط هذا التنسيق خلق ظروف عمل لا تضر بصحة الموظفين". ولاحظ البروفيسور زعطوط أنه لتحسين الإنتاج "يجب الحفاظ على صحة العمال من خلال تحسين ظروف العمل". وشدد على أن حوادث العمل والأمراض المهنية الشائعة في مكان العمل تشكل انشغالا رئيسياً لعالم العمل ومشكلة صحية عامة للعمال بخطورتها وعواقبها الاقتصادية والاجتماعية. وذكر ذات المختص أنه في عام 2018 تم التصريح بأكثر من 44.000 حادث على المستوى الوطني إلى الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية منها 506 حادث مميت. أما القطاعات المعنية فهي الخدمات بنسبة 8ر26 بالمائة، تليها البناء والأشغال العمومية بنسبة 7ر26 بالمائة و المعادن بنسبة 1ر10 بالمائة. و كلفت هذه الحوادث بالنسبة للتأمينات 4ر2 مليار دج، وفق الأرقام الصادرة في فبراير الماضي عن المدير العام للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية، تيجاني حسان هدام. من جهتها أشارت البروفيسور أريب مزداد التي قدمت مداخلة حول '' المراقبة الطبية والمهنية لسرطانات الشعب الهوائية'' أن هذه الأخيرة تعد "أكثر أنواع السرطانات المهنية شيوعًا بين عامي 2016 و 2018"، منها زهاء ال31 حالة مسجلة بتيزي وزو (11 حالة سرطان مثانة و5 سرطان الغدد الليمفاوية و 3 حالات سرطان رئة و 2 سرطان الدم). وتشمل العوامل المتسببة في ظهور هذه الأمراض دخان المحروقات والمبيدات الحشرية والمذيبات العضوية و زيوت التشحيم وغبار الخشب و الاميونت. ولاحظت نفس المختصة أن بعض العوامل المسؤولة عن سرطانات الشعب الهوائية ليست ضمن قائمة الأمراض المهنية القابلة للتعويض، مشيرة إلى أنه "حان الوقت لتوسيع هذه القائمة لتشمل مواد أخرى مسببة للسرطان الرئوي على غرار دخان اللحام و التعرض للمبيدات الحشرية والدهانات وبعض المعادن كالألمنيوم."