تواصلت اليوم السبت ردود الفعل الدولية المرحبة بقرار محكمة العدل الدولية الصادر أمس الجمعة, بشأن دعوى جنوب إفريقيا حول ارتكاب الكيان الصهيوني لجرائم ابادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة, مطالبة باتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتنفيذ هذا القرار الذي يشكل "دليلا" على انتهاكات الاحتلال للمواثيق الدولية. وفي هذا السياق, دعت الجزائر إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن يوم الاربعاء المقبل, بغية إعطاء إلزامية لقرار محكمة العدل الدولية فيما يخص الاجراءات المؤقتة المفروضة على الاحتلال الصهيوني بخصوص عدوانه على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة, وذلك تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون. وباشرت بعثة الجزائر بنيويورك, فور تلقيها تعليمات رئيس الجمهورية, مشاورات مكثفة للتحضير لاجتماع مجلس الأمن بخصوص قرار محكمة العدل الدولية, حيث تم عقد اجتماع مصغر في البعثة الجزائرية, ضم إلى جانب ممثل الجزائر الدائم لدى الاممالمتحدة, ممثلي كل من فلسطينوجنوب افريقيا. وعقب هذا الاجتماع, شارك الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة, عمار بن جامع, في اجتماع طارئ للمجموعة العربية بنيويورك, حيث أطلع السفير بن جامع نظراءه بالمجموعة العربية بنية الجزائر طلب اجتماع لمجلس الأمن حول الموضوع يوم الاربعاء المقبل. بدوره, أشار الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, بحسب بيان المكتب الإعلامي للأمم المتحدة, إلى أن قرار المحكمة طالب الكيان الصهيوني ب"اتخاذ جميع التدابير فيما يتعلق بالفلسطينيين في غزة لمنع ارتكاب الأعمال التي تشملها المادة الثانية من اتفاقية منع الإبادة الجماعية, بما في ذلك القتل والتسبب في أذى جسدي أو عقلي خطير وتعمد فرض ظروف معيشية تهدف إلى تدمير الجماعة". إقرأ أيضا: قرار محكمة لاهاي حول غزة: بعثة الجزائر بنيويورك تباشر المشاورات للتحضير لاجتماع مجلس الأمن وشدد غوتيريش على أن قرارات المحكمة تلزم الاحتلال الصهيوني بأن يضمن على الفور "عدم قيام قواته بارتكاب أي من هذه الأفعال". كما رحب مكتب لجنة الأممالمتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف, بقرار محكمة العدل الدولية الرامي إلى وقف أي ممارسات وتصريحات تهدف إلى الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر. و أكدت اللجنة على ضرورة أن ينفذ الكيان الصهيوني "التدابير الملزمة المؤقتة لمنع إلحاق المزيد من الضرر بالسكان المدنيين الفلسطينيين". ودعت مجلس الأمن الدولي إلى التأكد من تنفيذ أمر المحكمة, مجددة دعواتها الى إيجاد حل "عادل وسلمي" للقضية الفلسطينية, وفقا للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة, الذي ينهي الاحتلال الصهيوني ويحقق حقوق الشعب الفلسطيني, بما في ذلك حق تقرير المصير والعودة وتحقيق حل الدولتين على حدود ما قبل عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. من جهته, أشاد رئيس جنوب إفريقيا, سيريل رامافوزا, بالحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية, واصفا اياه ب"الخطوة على طريق العدالة". وقال الرئيس رامافوزا إثر متابعته من جوهانسبورغ لقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي, إن جرائم الكيان الصهيوني في غزة "تم الكشف عنها من خلال قرار أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة", مضيفا إن بلاده, التي رفعت قضية الإبادة الجماعية ضد الكيان الصهيوني, "سعيدة لأن صرخات الشعب الفلسطيني من أجل العدالة, استجابت لها هيئة بارزة في الأممالمتحدة". إقرأ أيضا: تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية.. الجزائر تدعو إلى اجتماع لمجلس الأمن حول قرار محكمة العدل الدولية وببروكسل, أكد الاتحاد الأوروبي مجددا دعمه المستمر لقرارات محكمة العدل الدولية, بينما "رحب" الرئيس التركي, رجب طيب أردوغان, بقرار الامر القضائي المؤقت الذي اتخذته محكمة العدل الدولية و اعتبره "قيما". كما أعربت العديد من الدول والمنظمات والهيئات عن ترحيبها بهذا القرار, على غرار ليبيا وسوريا والاردن والكويت وجمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية, داعية إلى ضرورة امتثال الكيان الصهيوني له, في انتظار أن تستكمل المحكمة مداولاتها, حتى صدور القرار النهائي بإدانة الكيان المحتل على ما يرتكبه من جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني. رغم قرار "العدل الدولية", الكيان الصهيوني يواصل جرائمه بغزة ورغم صدور قرار محكمة العدل الدولية القاضي بضمان دخول المساعدات الى قطاع غزة وعدم استهداف المدنيين, إلا أن الكيان الصهيوني يواصل عدوانه الهستيري على القطاع, حيث نفذ في أقل من 24 ساعة, 18 مجزرة راح ضحيتها 174 شهيدا. وفي السياق, استشهد 18 فلسطينيا و أصيب العشرات بجروح في القصف الصهيوني المستمر على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. إقرأ أيضا: غزة: الجزائر تسجل باهتمام قرار محكمة العدل الدولية بشأن دعوى جنوب افريقيا كما استشهد عشرات الفلسطينيين, غالبيتهم من الأطفال والنساء, و أصيب آخرون, جراء قصف الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة, بينما قصف جيش الاحتلال منزلا على رؤوس ساكنيه في "دير البلح" وسط القطاع, ما أسفر عن استشهاد عدد من المدنيين وإصابة آخرين. وشن الطيران الحربي الصهيوني عدة غارات في محيط مجمع "ناصر" الطبي في خان يونس جنوبيغزة, و أجبر آلاف المواطنين على النزوح مجددا من المكان بعد محاصرته بالدبابات و استهداف النازحين والصحفيين بالرصاص خلال فرارهم. وفي ظل هذه الاوضاع, أكد المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال الصهيوني تواصل استهداف المدنيين في غزة بشكل مباشر وترتكب جرائم قتل عمدا و إعدامات بالتزامن مع هجومها الواسع غرب خان يونس. بدورها, وثقت منظمة الصحة العالمية 676 انتهاكا صهيونيا على المرافق الطبية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ السابع من أكتوبر الماضي, من بينها 318 هجمة في قطاع غزة أدت إلى استشهاد 615 شخصا و إصابة 778 آخرين. ومنذ السابع أكتوبر من العام الماضي, يشن الاحتلال الصهيوني عدوانا مدمرا على قطاع غزة خلف 26 ألفا و257 شهيدا و64 ألفا و797 مصابا وخلق كارثة إنسانية غير مسبوقة وتسبب بنزوح أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع وهو ما يعادل 1.9 مليون شخص, وفق بيانات صادرة عن السلطات الفلسطينيةوالأممالمتحدة.