شنت ايران، ليلة السبت الى الاحد، غارات جوية استهدفت فيها مواقع عسكرية تابعة للجيش الصهيوني ردا على جرائم الاحتلال بما في ذلك الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق بداية الشهر الحالي، مؤكدة ان العملية قد انتهت و كانت بمثابة "عقاب". وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، اليوم الأحد، أن الهجمات العسكرية لبلاده على الكيان الصهيوني "جاءت ردا على إجراء كان ينبغي الرد عليه"، معلنا أن "العملية انتهت وكانت بمثابة عقاب". وقالت الخارجية الإيرانية في بيان بثته وكالة "إرنا" أن "القوات المسلحة الإيرانية نفذت سلسلة من الهجمات العسكرية ضد القواعد العسكرية للاحتلال الصهيوني في إطار حقها بالدفاع المشروع وردا على الاعتداءات العسكرية المتكررة خاصة مهاجمة القنصلية الإيرانيةبدمشق". وأشارت إلى أن "طهران في الوقت الذي تؤكد مجددا التزامها بمبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي فهي مصممة على الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها ومصالحها الوطنية أمام استخدام القوة بشكل غير قانوني والعدوان عليها". وأوضحت أن لجوء إيران إلى الإجراءات الدفاعية في ممارسة حق الدفاع عن النفس يظهر النهج المسؤول الذي تتبعه طهران تجاه السلام والأمن الإقليميين والدوليين في وقت تتواصل فيه الأعمال غير القانونية والإبادة الجماعية التي يقوم بها كيان الفصل العنصري الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني واعتداءاته العسكرية المتكررة ضد الدول المجاورة وإشعال النيران في المنطقة وخارجها. من جهته، أكد الرئيس الإيراني آية الله ابراهيم رئيسي، أن أي مغامرات صهيونية جديدة ستقابل برد أقوى وأكثر حزما، مؤكدا إن إيران تعتبر أن السلام والاستقرار في المنطقة المحيطة ضروريان لأمنها الوطني، ولم ولن تدخر جهدا لاستعادة السلام والاستقرار والحفاظ عليهما. = ردود فعل دولية تجاه الهجمات الإيرانية على الكيان الصهيوني = تفاوتت ردود الفعل الدولية تجاه الضربات الجوية الإيرانية على القواعد العسكرية للاحتلال الصهيوني، حيث دعت دول عربية و غربية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف التصعيد وتجنيب المنطقة مخاطر الحروب. ودعت السعودية في بيان للخارجية، "الأطراف كافة للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب". كما دعت قطر "جميع الأطراف المعنية إلى وقف التصعيد وممارسة أقصى درجات ضبط النفس"، كما حثت "المجتمع الدولي على التحرك العاجل لنزع فتيل التوتر وخفض التصعيد في المنطقة". بدورها، أكدت سلطنة عمان أهمية ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب، مؤكدة ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين. كما دعت الكويت إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر التصعيد، مؤكدة على "أهمية اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين وتفادي الحروب". من جهتها، طالبت مصر ب"ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر". ودعت الحكومة الأردنية إلى "ضبط النفس والتعامل بانضباط ومسؤولية مع تزايد التوترات التي تمر بها المنطقة وعدم الانجرار نحو أي تصعيد ستكون له مآلات خطيرة". وحملت فنزويلا الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة و اعتبر وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل أنه "بسبب الإبادة الجماعية في فلسطين وعدم عقلانية النظام الصهيوني، إضافة إلى عدم تحرك الأممالمتحدة، زاد عدم الاستقرار في المنطقة بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية"، مشيرا إلى أن "السلام لن يكون مضمونا ما لم يتم ضمان العدالة والقانون الدولي، خصوصا في ما يتعلق بالشعب الفلسطيني ودولة فلسطين". من جهتها، دعت الصين المجتمع الدولي، خصوصا "الأطراف ذات التأثير إلى أداء دور بناء لصالح الأمن والاستقرار" في منطقة الشرق الأوسط. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن بلاده تتابع الوضع "باهتمام وقلق" بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل. و قالت الحكومة المكسيكية إنها "قلقة جدا" بشأن الهجوم الإيراني و"الكلفة التي يمكن أن تترتب عليه". كما أعرب وزير الخارجية التشيلي، ألبرتو فان كلافيرين، عبر منصة إكس عن "قلقه إزاء التصعيد الخطير للتوترات في الشرق الأوسط". وعلى مستوى المنظمات الدولية، حث الامين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس للحيلولة دون أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبرى على جبهات متعددة في الشرق الأوسط. أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فقالت إن على جميع الجهات الفاعلة الآن وقف التصعيد والعمل على استعادة استقرار المنطقة. من جهته، دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، "جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس، لمنع أي تصعيد إضافي يهدد استقرار المنطقة وسلامة شعوبها". وعلى مستوى التنظيمات العربية، اعتبرت حركة "حماس" أن العملية العسكرية التي قامت بها إيران ضد الكيان الصهيوني المحتل، "حق طبيعيا ورد مستحق على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال عدد من قادة الحرس الثوري فيها".