قال وزير الخارجية البرازيلي، ماورو فييرا، إن بلاده تشجع مجلس الأمن على حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأممالمتحدة وتدعو الأسرة الدولية إلى "رفع الظلم التاريخي الواقع على تطلعات الشعب الفلسطيني". و قال فييرا, خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي, عقدت أمس الخميس, للتصويت على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأممالمتحدة, أنه بينما تنعقد الجلسة للنظر مجددا في النزاع في الشرق الأوسط, فإننا "يجب أن نواجه العنف المتصاعد في غزة, بالإضافة إلى الأزمة الإنسانية التي تتكشف هناك بلا هوادة". و أضاف, أنه "يجب أن نستمع إلى دعوة الرئيس لولا دا سيلفا, في أن لا نظل عاجزين عن العمل أمام هذه المأساة والمعاناة في غزة والتي لا يجب أن نقبلها كأمر معتاد", منوها أن "ذلك لا يصب في مصلحة أحد". كما حذر وزير الخارجية البرازيلي, أن "العالم قد شهد هذا الأسبوع بما لا يدع مجالا للشك إمكانية لاتساع النزاع في الشرق الأوسط, وقد ظهرت أفكار مروعة عن الدمار الذي يمكن أن يصيب بلدان مختلفة هناك إلى جانب الأزمات التي تتكثف شيئا فشيئا في المنطقة ككل". و شدد فييرا على أن "مستوى الدمار الذي حل بقطاع غزة غير مسبوق ولم تسلم المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والقبور والمرافق الإنسانية من الاستهداف", مضيفا "نحن نشعر بالإنزعاج الشديد بسبب التقارير التي تتحدث عن انعدام مستوى الأمن الغذائي الذي يعاني منه سكان غزة", مشددا على أن "هذا لا مثيل له في أي مكان في العالم". و اعتبر أن "ما شهدناه من خسائر مدنية في غزة لا مثيل له, لقد زاد عدد الشهداء عن 33 ألفا بينهم 4 آلاف طفل, لقد شعرنا بالجزع بسبب أن 2.2 مليون نازح تتهاوى أبسط خدماتهم الضرورية". و أكد فييرا, أن "ما يحدث في قطاع غزة من تدمير للخدمات الصحية والبنى التحتية ومقتل موظفي الأممالمتحدة والعاملين في المجال الإنساني يعني أننا أمام هجمة مروعة على المبادئ الأساسية للقانون الدولي". و طالب فييرا مجلس الأمن بضرورة العمل على "وقف سفك الدماء ومنع انزلاق الشرق الأوسط إلى وضع تسود فيه الاضطرابات ومزيد من المآسي لما لذلك من تبعات على كل العالم". كما دعا فييرا مجلس الأمن للعمل على "مساعدة أهل غزة عبر تعزيز إدخال المزيد من المساعدات ووقف فوري ودائم لإطلاق النار", مشددا على أنه "لابد من وقف حصاد الأرواح البريئة ولابد من وقف منطق الحرب المستمر لأنه أوصلنا إلى شفا الهاوية وإلى إمكانية التصعيد", محذرا أن "العالم يحتاج إلى قواعد فإن غابت القواعد زادت خطورة العالم". و فيما يتعلق بأوامر محكمة العدل الدولية, فقد قال فييرا, إن البرازيل تذكر الدول الأعضاء بالامتثال لأوامر محكمة العدل الدولية, وتذكرهم بأنها أمرت الكيان الصهيوني باتخاذ جميع التدابير التي في سلطتها لمنع أعمال الإبادة الجماعية وقرار المحكمة فوري وملزم, ندعو مجلس الأمن لاتخاذ اللازم لضمان تنفيذ ذلك. كما أثنى على جهود الجزائر باسم المجموعة العربية لتعزيز عضوية فلسطين للانضمام للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية, مؤكدا أن "البرازيل تدعو مجلس الأمن لتقييم هذا الطلب بحسب جوهره, والعمل على رفع الظلم التاريخي الواقع على تطلعات الشعب الفلسطيني من أجل حصوله على دولة". و ذكر بتصريحات سابقة للرئيس البرازيلي, لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بأن "قرار وجود دولة فلسطينية مستقلة اتخذ في الأممالمتحدة منذ 75 عاما وما من تبرير لمنع قيام دولة فلسطينية وحصولها على دولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة". و كرر فييرا مطالبته مجلس الأمن باتخاذ كل الإجراءات الضرورية للوفاء ب "حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وتنفيذ قرار الأممالمتحدة 181 لعام 1947". و شجع فييرا, الدول التي لم تعترف بفلسطين كدولة أن تبادر لذلك "لقد حان الوقت للأسرة الدولية أخيرا للترحيب بدولة فلسطين مستقلة وحرة, كعضو كامل في الأممالمتحدة", مضيفا "أن الدول الأعضاء هيأت الأسس المعيارية لتعزيز السيادة الإقليمية لدولة فلسطين عبر قرارات مختلفة في الأممالمتحدة والتي تتغلب على الاحتلال وضم الأراضي". معتبرا أن المطلوب الآن هو "سبل تنفيذ هذه المعايير". و ختم خطابه أمام مجلس الأمن بالتأكيد على أن "الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط دليل على أن الحل المستدام ليس فقط بواجب أخلاقي بل هو شرط استراتيجي لابد منه من أجل استقرار العالم", معتبرا أن ذلك "لن يتحقق إلا عبر التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني وعبر تقرير مصيرهم". هذا وقد اخفق مجلس الأمن الدولي أمس الخميس في تمرير مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر, باسم المجموعة العربية, والذي يوصي الجمعية العامة بتمكين دولة فلسطين من الحصول على عضويتها الكاملة بهيئة الأممالمتحدة. وصوت 12 عضوا لصالح مشروع القرار, مقابل امتناع دولتين (بريطانيا و سويسرا) و استخدام الولاياتالمتحدةالأمريكية حق النقض "الفيتو".