تنظم هيئة المهندسين المعماريين الجزائريين, هذا الخميس, لقاءات جهوية لمباشرة عملية جرد الخصائص المعمارية لكل منطقة من مناطق البلاد, وذلك في إطار المساهمة في حماية الموروث المعماري الجزائري, حسبما أكده, اليوم الثلاثاء, رئيس المجلس الوطني للهيئة, حسان ملكية. وأوضح السيد ملكية, لدى نزوله ضيفا على منتدى جريدة "الفجر", أن هذه الندوات ستوفر مادة علمية, ستساهم في تحضير دليل الإجراءات الخاص بالمرسوم التنفيذي 23-401 المؤرخ في 9 نوفمبر 2023, المتعلق بإعداد دفاتر التعليمات الخاصة بالهوية المعمارية. وسيتم تنظيم هذه اللقاءات في ولايات قسنطينة, باتنة, تيزي وزو, ورقلة, تلمسان وأدرار, وذلك بحضور ممثلي الهيئات التنفيذية, وكذا أساتذة محاضرين وباحثين, حيث سيتم طرح الخصائص المعمارية لكل منطقة, على أن تختتم هذه الندوات بعقد لقاء جامع بولاية باتنة, يوم 18 مايو الجاري. وفي سياق متصل, ذكر السيد ملكية أن مخرجات هذا اللقاء سترفع إلى وزارة السكن والعمران والمدينة, التي ستعقد هي الأخرى لقاءات جهوية خاصة بالهوية المعمارية التي أكد أنها تشمل حتى التهيئة الحضرية. وأضاف بالقول: "نعمل على جرد عناصر الموروث العمراني حسب خصوصية كل منطقة, وهذه العملية ستبقى مفتوحة, حتى يكون لدينا أكبر قدر ممكن من المعلومات حول الموروث المعماري الجزائري". ولإعطاء دفعة لهذه العملية, أكد رئيس الهيئة على ضرورة تنصيب اللجان الولائية للهندسة المعمارية والتعمير والمحيط المبني, التي تتكون من ممثلي هيئات تنفيذية, الجماعات المحلية, والجمعيات المهنية, ومن مهامها حماية التراث المعماري وترقية الخصائص المعمارية المحلية. بالموازاة مع ذلك, تعمل الهيئة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على مشروع للهندسة المعمارية الصحراوية, يضيف السيد ملكية الذي أكد أن الجزائر تتمتع بثراء معماري كبير. ولحماية الموروث المعماري, أبرز المتحدث أهمية تواجد الجزائر في الهيئات الإقليمية والدولية للمهندسين المعماريين, لافتا أن الهيئة تتواجد حاليا في عدة منظمات, وذلك "بفضل الدبلوماسية الجزائرية التي سهلت مهمتنا على المستوى الدولي". في هذا الإطار, ذكر السيد ملكية بانضمام الجزائر إلى الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين سنة 2023, أين يتواجد حاليا 13 عضوا جزائريا في مختلف لجان هذه الهيئة, التي أكد "انبهار" أعضائها بعدد السكنات التي تبنى سنويا في الجزائر. علاوة على ذلك, انضمت الجزائر, مؤخرا, إلى الاتحاد المتوسطي للمعماريين, فيما تتوقع الهيئة حصولها على العضوية الكاملة في الاتحاد الإفريقي للمعماريين, قبل نهاية سنة 2024. وأكد السيد ملكية أن تواجد هيئة المهندسين المعماريين الجزائريين في المنظمات الإقليمية والدولية, "سيساهم في حماية الموروث المعماري والثقافي الجزائري". من جهة أخرى, أبرز السيد ملكية أهمية توعية المواطنين حول ضرورة التعامل مع المهندسين المعماريين, حتى يكون المنتوج المعماري يستجيب للمعايير, لافتا إلى أن المؤتمر الأخير للهيئة صادق على عقد الإنتاج المعماري وتم رفعه إلى وزارة السكن. وبخصوص إعلان وزير السكن والعمران والمدينة, محمد طارق بلعريبي, مؤخرا, عن التوجه لإنجاز عمارات من 20 طابقا مع ستة شقق في الطابق الواحد بالمدن الكبرى, وذلك ضمن برنامج "عدل 3", اعتبر السيد ملكية أن هذا الأمر قابل للتجسيد. وأشار في هذا السياق, إلى أن "عملا كبيرا" أنجز لتحضير دفاتر الشروط الخاصة ببرنامج "عدل 3", وذلك لتفادي الأخطاء وتدارك النقائص المسجلة في برنامجي "عدل 1" و"عدل 2", مشيرا إلى أنه سيتم مستقبلا الوصول إلى إنجاز سكنات تستجيب لتطلعات المواطنين. أما بخصوص رخصة البناء الإلكترونية, فأكد المتحدث أن الهيئة تنتظر تعميمها وذلك بعد "إطلاقها في أربعة بلديات نموذجية, لافتا إلى أنها ستسمح بتقليص مدة منح الرخصة إلى 20 يوما على أقصى تقدير".