أكد المشاركون في ندوة نظمت في إطار فعاليات المنتدى الإقتصادي الدولي روسيا-العالم الإسلامي بقازان على ضرورة إطلاق مبادرات ترمي إلى توظيف الإعلام لتعزيز الحوار الحضاري والتعايش بين الأديان والثقافات, والتصدي لخطابات الكراهية والإسلاموفوبيا. وتم تنظيم هذه الندوة من طرف اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي "يونا", بالتعاون مع وكالة "تاتميديا" في تتارستان, وبالشراكة مع مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا-العالم الإسلامي", والبعثة الدائمة لروسيا لدى منظمة التعاون الإسلامي, تحت عنوان "الاتجاهات الرئيسة في تحول مجال المعلومات في العالم الحديث ودول منظمة التعاون الإسلامي". وأبرز المتدخلون في الندوة فعالية مثل هذه المبادرات التي تسمح بتعزيز دور الإعلام في الحوار الحضاري لاسيما من خلال تنظيم مؤتمرات دولية مخصصة لهذا الغرض, أو عن طريق إعداد ونشر محتوى إعلامي يراعي الحساسيات الدينية والثقافية, ويسهم في إشاعة التسامح والتقريب بين الشعوب. وفي هذا الإطار, أشار المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي, محمد بن عبد ربه اليامي, إلى جملة التحولات التي يشهدها الإعلام الدولي, مبرزا التطورات المتسارعة باتجاه تعزيز التعددية, سواء في مصادر المعلومات أو في وجهات النظر. وذكر السيد اليامي بهذه المناسبة بجهود الاتحاد في تعزيز التبادل الإخباري بين وكالات الأنباء الأعضاء, ودعم القضية الفلسطينية إعلاميا, والتصدي لما تتعرض له من تحيز أو تضليل إعلامي في بعض وسائل الإعلام الغربية. وأكد اليامي انخراط الاتحاد بفعالية في المبادرات الرامية إلى توظيف الإعلام لتعزيز التعايش والتصدي لخطابات الكراهية والإسلاموفوبيا. وأشار المتدخل في هذا الصدد إلى "ميثاق المسؤولية الإعلامية" الصادر في ختام المنتدى الدولي: "الإعلام ودوره في تأجيج الكراهية والعنف: مخاطر التضليل والتحيز", الذي نظمه الاتحاد بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي في جدة بتاريخ 26 نوفمبر 2023, والذي أكد على ضرورة مكافحة العنف والكراهية والتمييز العنصري والامتناع عن نشر المواد الإعلامية التي تغذي التطرف والإرهاب أو تحرض عليهما. ومن جانبه, استعرض المدير المكلف لإدارة الإعلام في الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي, عبد الحميد صالحي, إسهامات المنظمة وجهودها في مجال الإعلام, بما في ذلك إطلاق الاستراتيجية الإعلامية للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا, ودعم القضية الفلسطينية إعلاميا من خلال مرصد إعلامي متخصص لكشف الانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين, إضافة إلى توفير التغطية الإعلامية الحية لمؤتمرات المنظمة وفعالياتها. وفي اطار هذه الندوة, تم تسليط الضوء حول اهمية التعاون في مجال الاعلام بين دول العالم الاسلامي وروسيا حيث أبرز المندوب الدائم لروسيا لدى المنظمة السفير داودوف توركو إلمادييفيتش, في كلمة ألقتها نيابة عنه نتاليا تارتينوفا, حرص بلاده على إطلاق شراكات مع دول المنظمة في مختلف المجالات انطلاقا من حضورها في المنظمة بصفة عضو مراقب. كما تمت مناقشة خلال الجلسة ذاتها موضوع "الفضاء الإعلامي بين التوحيد والتجزئة", حيث شدد المتدخلون من مسؤولين إعلاميين وخبراء على ضرورة ايجاد إطار عملي لتنظيم التعاون بين المؤسسات الإعلامية في روسيا ونظيراتها في العالم الإسلامي. وعلى هامش هذه الندوة تم التوقيع على عدد من مذكرات التعاون بين وسائل الاعلام المشاركة لاسيما بين اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي ووكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء. يذكر أن المنتدى الإقتصادي الدولي روسيا-العالم الاسلامي في نسخته ال15 ينعقد في المركز الدولي للمعارض "قازان إكسبو" من 14 الى 19 مايو الجاري, تحت شعار "الثقة والتعاون". ويهدف هذا المنتدى إلى تعزيز التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي, حيث يعد منصة لتطوير العلاقات الاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية.