توفي شاب مغربي, يشتبه في انتمائه لشبكات تهريب المخدرات العابرة للحدود, مساء أمس الاثنين قبالة السواحل الجنوبية لإسبانيا, أثناء مطاردة بحرية نفذتها عناصر الحرس المدني الإسباني, في عملية سلطت الضوء مجددا على الدور المحوري الذي يلعبه المغرب في إغراق أوروبا بالحشيش. وبحسب بيان الحرس المدني اليوم الثلاثاء, بدأت المطاردة قبيل الساعة العاشرة ليلا, عندما تم رصد قارب مشبوه على بعد 20 ميلا بحريا (37 كلم) من الساحل, عند مصب نهر الوادي الكبير بالقرب من مدينة قادش الأندلسية (جنوب), مشيرا الى أن القارب كان مزودا بثلاثة محركات قوية, وهو أسلوب تستخدمه عادة شبكات التهريب المغربية لتسريع عمليات تهريب المخدرات نحو السواحل الإسبانية. وأثناء عملية اعتراض القارب, يضيف البيان, سقط أحد المهربين في المياه, ليتضح لاحقا أنه شاب مغربي يبلغ من العمر 23 عاما, مما أدى إلى وفاته, مشيرا الى أن شخصا آخر من أفراد الشبكة اصيب بجروح ونقل إلى المستشفى, بينما اعتقل اثنان آخران ووضعا في الحبس الاحتياطي. وكشفت التحقيقات الأولية عن وجود ما بين 600 و700 كلغ من المخدرات على متن القارب, لم تحدد طبيعتها بعد. وتأتي هذه العملية في سياق تصاعد عمليات تهريب المخدرات من السواحل المغربية باتجاه أوروبا, إذ تؤكد تقارير أمنية إسبانية أن المغرب يعد المصدر الرئيسي لمخدر الحشيش الذي يتم إغراق القارة الأوروبية به. وتواجه إسبانيا, باعتبارها البوابة الجنوبية لأوروبا, تحديات متزايدة بسبب التدفق المستمر للمخدرات القادمة من السواحل المغربية, حيث تستعمل قوارب فائقة السرعة وممرات بحرية معروفة في عمليات التهريب. وتشير المعطيات إلى تزايد نشاط الشبكات المغربية التي تعتمد على تقنيات متطورة و أساليب مراوغة لتهريب أطنان من الحشيش إلى الأسواق الأوروبية, وسط تواطؤ واضح من السلطات المغربية التي تغض الطرف عن هذه الأنشطة الإجرامية التي تدر أموالا طائلة. ويؤكد خبراء مكافحة المخدرات في إسبانيا أن استمرار هذه العمليات يعكس وجود بيئة حاضنة في المغرب لتجارة المخدرات, التي أصبحت تشكل تهديدا مباشرا للصحة العامة والأمن في أوروبا.