تمكنت القوات الأمنية الإسبانية، في المرحلة الثانية من العملية الكبرى التي تقودها لمكافحة تهريب المخدرات وغسيل الأموال، من تفكيك شبكة إجرامية كانت واحدة من أكبر موردي المخدرات، وخاصة الحشيش، للجماعات الإجرامية في إسبانيا ودول أوروبية يقودها مغربيان. وحسب مصادر أمنية اسبانية، فقد تمكنت القوات الامنية من اعتقال عشرة اشخاص، في العملية التي شاركت فيها مختلف الأجهزة الأمنية والجمارك، وذلك عقب تفتيش العديد من المنازل في برشلونة وسبتة و ألميريا وملغا. وجرت المرحلة الأولى من العملية قبل أقل من عام في برشلونة، بعد جمع أدلة مهمة ضد الجماعة الإجرامية، حيث تم القبض على مواطنين مغربيين ينحدران من الحسيمة، وهما من أكثر مهربي المخدرات المطلوبين في برشلونة في ديسمبر الماضي في إطار هذه العملية. ومكنت عملية التفتيش من اكتشاف أدلة ضد عشرة مشتبه بهم آخرين، يشتبه تورطهم في تهريب 117 طنا من الحشيش و أكثر من ثلاثة أطنان من الكوكايين إلى إسبانيا، يحملون الجنسية المغربية والإسبانية والألمانية. وبحسب تقارير إعلامية اسبانية محلية، فقد تم اعتقال مواطن مغربي كان الذراع الايمن لزعيم الشبكة في ملغا، يقال إنه نشأ معه في مدينة الحسيمة المغربية. ومكنت هذه العملية في جميع مراحلها من اعتقال 27 مشتبها به، ومصادرة 39 هاتفا وهاتفا يعمل بالأقمار الصناعية وثمانية أجهزة كمبيوتر وآلة لعد النقود بالإضافة إلى 14 طنا من الحشيش و 5.1 طنا من الكوكايين، و أكثر من مليون يورو نقدا. كما تم الحجز على 11 عقارا وخمس شركات، و 36 سيارة فاخرة و12 ساعة ثمينة إضافة الى تجميد 58 حسابا مصرفيا. وبحسب وكالة تطبيق القانون الاوروبية "يوروبول"، التي شاركت في عمليات التحري، فقد استوردت المنظمة الإجرامية سرا قوارب ومحركات قوية من هولندا، تم استخدمها لجمع المخدرات في المغرب ونقلها إلى الساحل الإسباني. للإشارة، بالإضافة إلى "يوروبول"، شاركت في هذه العملية وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية والعديد من الدول، مثل بلجيكا وفرنسا و ألمانيا و ايرلندا و إيطاليا وتركيا وبريطانيا العظمى. ==إعادة فتح الحدود البرية مع المغرب تدر المزيد من المخدرات لإسبانيا و أوروبا== من جهة أخرى، تمكن الحرس المدني الاسباني من اعتقال 15 شخصا في اطار عملية "التصفية" لمكافحة تهريب المخدرات وغسيل الأموال، في ميناء ملغا. وأوضحت السلطات الاسبانية في بيان لها نقله اليوم الجمعة موقع اوروبا برس، فإن اعادة فتح الحدود البرية مع المغرب وعودة تشغيل المضيق أدى إلى زيادة كبيرة في تدفق المسافرين الذين يستخدمون الخط البحري الذي يربط مدينتي مليلية وملغا، وهو الظرف الذي استغله تجار المخدرات لإدخال هذه السموم إلى اسبانيا. ومكنت هذه العملية، العاملين بقسم المالية والحدود بالحرس المدني لميناء ملغا من اكتشاف أساليب مختلفة لإدخال مادة الحشيش المغربي الى اسبانيا، من بينها ما يسمى بطريقة "اللف"، حيث يعلق المسافر المادة المخدرة بجسده ويرتدي ملابس فضفاضة للغاية. وحسب البيان، فقد تمخض عن العملية الامنية، إلقاء القبض على 15 شخصا بتهمة ارتكاب جريمة تهدد الصحة العامة، وضبط 496 كيلوغراما من الحشيش والاستيلاء على ثلاث سيارات ومقطورة، لافتا الى انه تم وضع المعتقلين تحت تصرف العدالة في مدينة ملغا. ولا يزال تهريب المخدرات من المغرب الى اسبانيا خاصة يتصدر عناوين الصحف، وغالبا ما يتم الإبلاغ عن مصادرة كميات كبيرة من الحشيش المغربي في أوروبا. ومنذ مطلع السنة الجارية، أعلنت السلطات الاسبانية مرارا عن ضبط و تفكيك شبكات لمغاربة ينشطون في تهريب المخدرات الى أراضيها، باستعمال قوارب أو طائرات صغيرة أو عن طريق النقل البري. والجدير بالذكر أن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات قد أفادت شهر مارس الفارط، بأن المغرب يعتبر أكبر منتج للحشيش في العالم، ولا يزال البلد المصدر الرئيسي لراتنج القنب الذي يدخل الاتحاد الأوروبي والذي يستخرج منه الحشيش. كما أكد التقرير العالمي حول المخدرات لعام 2022 الذي نشره مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) في يونيو الفارط، أن المغرب يحتل صدارة الدول الرئيسية لمنشأ ومغادرة القنب الهندي، ما يجعل هذا البلد أكبر منتج و مصدر لهذا النوع من المخدرات.