تتفاقم المعاناة الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين في غزة مع قدوم منخفض جوي جديد يهدد أكثر من 5ر1 مليون شخص بلا مأوى, بسبب الدمار الذي خلفه عدوان الاحتلال الصهيوني على القطاع على مدار نحو 16 شهرا. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا", نقلا عن مسؤولي دائرة الأرصاد الجوية قولهم أنه "في هذه الظروف, يبدو المنخفض الجوي القطبي الذي تم التحذير من تداعياته, بمثابة تهديد جديد, حيث يجد آلاف الأطفال والنساء وكبار السن أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الأمطار والبرد دون غطاء يحميهم, أو غذاء يسد جوعهم, كما حدث خلال المنخفضات الجوية الماضية". وأوضحت مصادر فلسطينية أن "العائلات ستجد نفسها عاجزة عن تأمين أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلا, كون المنخفض سيستمر لأكثر من خمسة أيام. فالبعض يحاول الاحتماء بقطع بلاستيكية أو أغطية مهترئة, بينما يعاني المرضى من نقص الأدوية والتدفئة, مما يزيد من تفاقم الأوضاع الصحية, لا سيما بين الأطفال وكبار السن". وخلال الأسابيع الماضية, شهد قطاع غزة في فصل الشتاء منخفضات جوية شديدة, تسببت في اقتلاع العديد من الخيام وغرق أخرى, ما زاد من معاناة المواطنين, الذين يعانون أصلا من تداعيات حرب الإبادة. وقد أصبح قرابة 1.5 مليون شخص بلا مأوى بعد تدمير منازلهم, في حين يعاني جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون شخص من عدم توفر أبسط الخدمات الحياتية الأساسية, وانعدام البنى التحتية. وبين السابع من أكتوبر 2023 والتاسع عشر من يناير 2025, شنت قوات الاحتلال الصهيوني عدوانا على قطاع غزة, أسفر عن استشهاد وإصابة ما يزيد على 158 ألف فلسطيني, معظمهم أطفال و نساء وما يزيد على 14 ألف مفقود.