تعرف "مسيرة الحرية" المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي, والتي انطلقت يوم 30 مارس الماضي من مدينة "ايفري سور سين" الفرنسية باتجاه سجن القنيطرة بالمغرب, التفافا كبيرا من طرف الفرنسيين المتضامين مع القضية الصحراوية والصحراويين المقيمين بفرنسا, وهذا رغم محاولات بلطجية المخزن التشويش عليها. وفي السياق, أفاد عضو اللجنة المشرفة على المسيرة, عالي ابراهيم محمد في تصريح ل/وأج, بتنظيم العديد من الأنشطة الداعمة لهذه التظاهرة الدولية المطالبة بالحرية للمعتقلين الصحراويين, سواء في فرنسا أو في مختلف أماكن تواجد الصحراويين بمخيمات اللاجئين او المدن الصحراوية المحتلة أو الشتات. و ابرز ذات المتحدث أن هذا الالتفاف يؤكد أن "ملف المعتقلين السياسيين يحظى باهتمام بالغ عند السلطات الصحراوية ومختلف شرائح المجتمع الصحراوي", وبالتالي -يضيف- "هذه رسالة مهمة خصوصا إلى المعتقلين وإلى عائلاتهم, وهي أن هؤلاء الأشخاص الذين ضحوا بأنفسهم وكل ما يملكونه من أجل الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, لا يمكن أن ينساهم الشعب الصحراوي". و اضاف عالي ابراهيم محمد أن هذا الدعم يشكل دافعا معنويا كبيرا للمعتقلين السياسيين الصحراويين, مشيدا بهذه المواقف وداعيا كل شرائح المجتمع الصحراوي في كل بقاع العالم للتفاعل أكثر مع هذه المسيرة من أجل إيصال مطالب الشعب الصحراوي الى المجتمع الدولي. وتابع يقول: "على الجميع ان يتحلى بالشجاعة ويدرك أن هناك مسؤوليات على عاتقهم ويعملوا على تكثيف الجهود من أجل الإفراج عن هؤلاء المعتقلين السياسيين, الذين يتم احتجازهم في ظروف سيئة جدا, انتقاما منهم بسبب مواقفهم السياسية والحقوقية". و أشار في السياق الى القرارات الصادرة عن هيئات أممية مكلفة بحقوق الانسان, على غرار فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي, وكذلك لجنة مناهضة التعذيب التي طالبت فيها المغرب بإسقاط جميع التهم عن هؤلاء المعتقلين, والإفراج الفوري عنهم ومعاقبة جميع الجهات المتورطة في أعمال التعذيب. وهو ما ذهب إليه الاعلامي الصحراوي ليمام الديه, الذي يرافق "مسيرة الحرية", حيث أشاد بدعم الحقوقيين الفرنسيين الذين عبروا عن تضامنهم الكبير مع المعتقلين الصحراويين ومع مطالب الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال. و أضاف الاعلامي الصحراوي ان المشاركين في المسيرة من مختلف الجاليات الاوروبية والافريقية والعربية, طالبوا الهيئات السياسية والحقوقية الدولية, بالضغط على دولة الاحتلال المغربي من اجل اطلاق سراح المعتقلين الصحراويين. وفي الاخير, اكد المتحدث ذاته أن "المسيرة مستمرة رغم مضايقات بلطجية الاحتلال المغربي الذين حاولوا بكل الطرق التشويش عليها, لكن المشاركين فيها كانوا واعين بحجم التحديات وضرورة الحفاظ على الطابع السلمي للمسيرة وعدم الوقوع في فح استفزازات ازلام الاحتلال المغربي". من جهته, أكد عضو اللجنة الصحراوية لمساندة المعتقلين السياسيين الصحراويين, سنة دويهي, أن هذه المسيرة تحظى باهتمام كبير لدى الصحراويين والاجانب وحتى في المدن الصحراوية المحتلة رغم القمع المغربي. و استدل في هذا الاطار باللقاء الذي عقدته عائلات المعتقلين السياسيين الصحراويين في منزل عائلة المعتقل ضمن مجموعة "اكديم ازيك", حسان الداه, بمدينة العيون المحتلة, و أعلنت خلاله انخراطها الرسمي في الحملة الدولية للمطالبة بالإفراج الفوري عن أبنائها المعتقلين. وقال حسنة دويهي إن هذا اللقاء "جاء لدعم الحملة الدولية والوطنية المطالبة بإطلاق سراح الأسرى الصحراويين بالسجون المغربية, كما كان فرصة للتعبير عن الامتنان للمواقف التضامنية من مخيمات العزة والكرامة والإشادة بالنشاط النضالي للجاليات الصحراوية في الخارج". و أبرز الحقوقي الصحراوي أن هذا التضامن أثار جنون سلطات الاحتلال المغربي, التي سارعت آلتها القمعية الى فرض حصار خانق على منازل عائلات الأسرى, لافتا الى أن هذا الحصار هو "ترجمة لما يعيشه الصحراويون في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية في إطار إقليم مغلق في وجه الصحافة والمراقبين الدوليين".