تتواصل انتفاضة الشعب المغربي ضد التطبيع المخزني-الصهيوني, حيث شارك الآلاف من المواطنين, اليوم الأحد بالعاصمة الرباط, وللمرة الثانية في ظرف أسبوع واحد, في مسيرة شعبية حاشدة للمطالبة بإلغاء الاتفاق المشؤوم, وهذا بالموازاة مع استمرار احتجاجات الطلبة في الجامعات. وحمل المتظاهرون, الذين جابوا شوارع المدينة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم, الأعلام الفلسطينية وتوشحوا الكوفيات, استجابة لنداء الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع. و ردد المحتجون شعارات داعمة لفلسطين وللمقاومة التي تكافح من أجل الحرية والاستقلال مثل : "تحيا فلسطين", "نحن مع الشعب الفلسطيني", "النصر لفلسطين" و "أطفال غزة في العيون". كما جدد المتظاهرون مطالبهم الملحة بضرورة إسقاط التطبيع وإلغاء جميع الاتفاقيات الخيانية التي أبرمت ضد إرادة الشعب المغربي الرافض لأي علاقة مع الكيان الصهيوني المحتل, وصدحت حناجرهم مطولا ب"الشعب يريد اسقاط التطبيع", "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة" و "لا للتطبيع, فلسطين أمانة وليست للبيع". وفي السياق ذاته, تستمر احتجاجات الطلبة المناهضة للتطبيع عبر مختلف جامعات المملكة رفضا لأي علاقات مع الكيان الصهيوني المحتل, خاصة ما تعلق بالتطبيع الاكاديمي. وأكدت منظمة التجديد الطلابي و المبادرة الطلابية لنصرة قضايا الوطن والأمة في بيان مشترك أن الاحتجاجات الطلابية المناهضة للتطبيع "شهدت نجاح كبيرا وانخراطا واسعا لعموم الطلبة الأحرار", حيث سجلت اللجنة المركزية لمتابعة تنزيل الإضراب الوطني مشاركة طلبة 56 مؤسسة جامعية كليا أو جزئيا في الإضراب, إضافة الى تنظيم فعاليات احتجاجية في 7 نقاط خارج المؤسسات الجامعية. كما رصدت لجنة المتابعة تجسيد احتجاجات وتظاهرات طلابية أخرى تزامنا مع الإضراب الوطني, نظمتها مكاتب الطلبة وأندية وروابط طلابية محلية بمبادرة منها. و أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التجديد الطلابي والمنسقية الوطنية للمبادرة الطلابية أن الجامعة المغربية "كانت وستبقى معقلا للوعي المتقدم والنضال المسؤول, وحصنا أمام مشاريع الصهاينة والاختراق والتطبيع والتطويع". كما أدانتا بشدة منع السلطات الأمنية المغربية لمسيرتين طلابيتين سلميتين خارج الحرم الجامعي بالرباط وبني ملال, و اعتبرتا ذلك "مساسا غير مقبول بحق الطلبة في التظاهر السلمي وحريتهم في التعبير". وجددت اللجنة والمنسقية دعوتهما للجامعات المغربية المطبعة إلى قطع علاقاتها المخزية مع الجامعات الصهيونية ومطالبتهما الدولة المغربية بضرورة إلغاء كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني. كما أكدتا استمرارهما في الضغط والاحتجاج وفق كافة الأشكال السلمية الممكنة حتى إسقاط التطبيع, ومواصلتهما الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية حتى النصر والعودة والتحرير, داعيتين مكونات الحركة الطلابية إلى تأسيس جبهة طلابية داعمة للشعب الفلسطيني الأبي ومقاومته الباسلة وضد التطبيع والعدوان.