بدأت يوم الخميس لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعها الاستثنائي بالقاهرة بمشاركة مراد مدلسي وزير الخارجية لإجراء تقييم شامل للمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبحث آفاقها الممكنة . ويطلع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال الاجتماع وزراء الخارجية العرب أعضاء اللجنة على نتائج المفاوضات غير المباشرة الفلسطينية الإسرائيلية ومدى إمكانية انتقالها إلى مفاوضات مباشرة . وكشف مصدر مسؤول في الجامعة العربية أن تقرير الرئيس الفلسطيني الذي سيعرضه على اجتماع لجنة مبادرة السلام سيتضمن نتائج المشاورات والاتصالات مع الجانب الأمريكي ونتائج جهود الشهور الثلاثة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة. كما سيقوم عباس بإطلاع الوزراء العرب على فحوى الرد الأمريكي الذي أبلغه جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط للرئيس الفلسطيني بشأن جهود واشنطن لحث إسرائيل على التراجع عن القرارات التى اتخذتها مؤخرا وأدت إلى تجميد كل جهود السلام . ويأتي الاجتماع الوزاري للجنة مبادرة السلام العربية لتقييم التطورات وسط تأكيدات بوضوح الموقف العربي إزاء الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المفاوضات المباشرة في ظل ظروف لم تتوفر بعد نتيجة لمواصلة إسرائيل سياساتها وإجراءاتها العدوانية . وقد جدد الرئيس عباس في تصريحات صحفية نشرت اليوم تأكيده انه "إذا لم يكن هناك رؤية جادة فيما يتعلق بحدود67 وفيما يتعلق بوقف الاستيطان فلا أستطيع الذهاب إلى المفاوضات المباشرة " وقال " هذا هو الموقف الذي خولت به من قبل القيادة الفلسطينية وهذا ما سأبلغه للدول العربية ". ويتوافق موقف الرئيس الفلسطيني مع موقف الجامعة العربية حيث رهن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في تصريحات صحفية عقب لقائه يوم الاربعاء مع المبعوث الأوروبي لعملية السلام مارك أوتي دخول الفلسطينيين في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بتحقيق " تقدم ملموس في المفاوضات غير المباشرة ووقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس ". ويذكر ان وزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية قد اتفقوا في اجتماعهم السابق انه لايمكن الانتقال تلقائيا من المفاوضات غير المباشرة إلى المباشرة دون إجراء تقييم للموقف واتفقوا انه في حالة فشل المفاوضات غير المباشرة فان الدول العربية سوف تتوجه الى مجلس الأمن الدولي لطرح القضية الفلسطينية من كافة أبعادها ليتحمل المجلس مسؤوليته في حفظ الأمن والسلم الدوليين. ومن المقرر ان تعد اللجنة اليوم التوصيات التي تراها مناسبة للتعامل مع الموقف وترفعها لمجلس الجامعة العربية بكامل هيئته يوم 16 سبتمبر المقبل حتى يتم بلوة الموقف العربي من الطرح الأمريكي بالانتقال للمفاوضات المباشرة . كما ستكون هناك محطة عربية ثالثة وأخيرة في تقييم الموقف العربي في اجتماع وزراء الخارجية العرب نهاية سبتمبر المقبل في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي سياق متصل ذكرت مصادر مسؤولة بالقاهرة انه نتيجة الضغوط الأمريكية قد يتم الموافقة وفق صيغة معينة والشروط العربية المطروحة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة وذلك خلال اجتماع وزراء الخارجة العرب في سبتمبر المقبل لأنه هو المجلس المخول بإصدار القرارات اما اللجنة فهي تصر التوصيات.