أشرف وزير الشؤون الدينية و الأوقاف أبو عبد الله غلام الله سهرة أمس الخميس بدار الإمام بالعاصمة على إحياء أربعينية الدكتور عبد الله شريط بحضور عائلة الفقيد و جمع من رفقائه و شخصيات من عالم الفكر و الأدب والثقافة. و قد ذكر غلام الله بمناقب الدكتور و صفاته التي تتباين بين الصدق و الإخلاص و الأخلاق و العلم والمعرفة. كما تطرق إلى مسيرته الجامعية و إسهاماته في عالم السياسة بداية من الحركة الوطنية مرورا بالثورة التحريرية إلى ما بعد الإستقلال. و بالمناسبة دعا غلام الله الشباب و أبناء الجيل الصاعد إلى استلهام العبر و الإقتداء بمسيرته الحافلة بالعلم والعطاء والمعرفة. من جانبها أوضحت ابنة الدكتور عبد الله شريط بثينة شريط -أستاذة جامعية- أن الفقيد اهتم كثيرا بالفكر الديني و الفلسفي واعتبر أن هناك "تآخي" بين هذين الفكرين. و أشارت إلى أن الدكتور شريط اقتدى طوال حياته بمقولة مفادها أن "قيمة الإنسان فيما يفعل" مبرزة الجانب الثقافي و طباعه الهادئة التي كان يتميز بها و هو يدرس الشباب و يطلعهم على تجاربه. كما أبرزت ذات المتحدثة في مداخلتها مجموعة الكتب و المنشورات التي تركها المرحوم عبد الله شريط و التي تعتبر جزء من الموروث العلمي والثقافي الذي تزخر به المكتبة الوطنية. يشار إلى أن الفقيد عبد الله شريط الذي وافته المنية في العاشر من جويلية الماضي عن عمر يناهز 89 عاما شارك في العديد من الندوات التلفزيونية رفقة المرحوم عبد المجيد مزيان. كما كان الفقيد مناضلا في الحركة الوطنية حيث ساهم في التعريف بالقضية الوطنية الجزائرية من خلال كتاباته في الصحف التونسية إبان ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة. للفقيد مؤلفات عديدة من بينها "الأخلاق في فلسفة ابن خلدون" (1972) و كتاب "من واقع الثقافة في الجزائر" (1972) و "حوار ايديولوجي حول القضية الفلسطينية والصحراء الغربية" (1982) و "المشكلة الايديولوجية و قضايا التعليم في الجزائر" (1982) بالإضافة إلى آخر مؤلف تحت عنوان "الإسلام و الدولة والمسلمون".