أكد وزير الفلاحة و التنمية الريفية رشيد بن عيسى يوم الخميس بسطيف على ضرورة العمل المتكامل لضمان التجانس و تجنيد كل الوسائل لرفع التحدي في النهوض بالفلاحة عبر كافة الولايات و في مختلف الشعب الفلاحية و المعاهد المختصة. وشدد الوزير خلال إشرافه بمركز التكوين المهني بسطيف على افتتاح فعاليات إحياء اليوم الوطني للإرشاد الفلاحي و الانطلاق الرسمي للموسم الفلاحي 2010-2011 على "تعبئة مختلف متعاملي القطاع من منتجين (موالين و محولين) في هذا المجال". ودعا رشيد بن عيسى في هذا الإطار إلى السهر على تعميم التقنيات الفلاحية و تجسيد المعارف الفلاحية للرفع من الإنتاج و المردودية في شتى الشعب و كذا "جعل العصرنة محل تفطن و اهتمام حقيقي و ميداني من طرف الجميع". وأوضح الوزير أمام جمع من الفلاحين و التقنيين الفلاحيين أن هذه السياسة تندرج ضمن "برنامج جديد لتعزيز القدرات البشرية و الدعم التقني" مشيرا أن أهداف هذا البرنامج تتمحور حول "تحسين كفاءات تسيير نشاطات التنمية و الممارسات الفلاحية" و" تأطير المستفيدين" في إطار البرامج الموجهة للتجديد الفلاحي و الريفي من خلال تثمين الاتصال و التكوين و الإعلام و "التعريف بالمكاسب المحققة". وأضاف أنه حان الوقت لبناء اقتصاد حقيقي خارج المحروقات يضمن تحقيق جزء من الأمن الغذائي من أجل "تعزيز و تقوية الاستقلال و السيادة الوطنية" وفقا لما تضمنه برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وحث وزير الفلاحة و التنمية الريفية في كلمته على "التقرب أكثر من منشئي الثروة في الميدان و رفع مؤشرات المردودية و تثمين النجاعة" مذكرا بالمكاسب الهامة التي ما فتئ يحققها القطاع الفلاحي في السنتين الأخيرتين و التي شهدت " تعزيز آليات دعم الإنتاج و المنتجين و إنشاء المجالس الفلاحية متعددة المهن وصولا إلى إصدار قانون العقار الفلاحي" وذلك في إطار "تحرير المبادرات و الاستثمارات في المجال الفلاحي و طمأنة الوسط الفلاحي عموما". وأشار بن عيسى إلى جملة من المبادرات الرامية إلى ترقية القطاع كإنشاء نادي خاص بالمنتجين الذين حققوا 50 قنطارا فما فوق من الحبوب في الهكتار الواحد تشجيعا للقدوة في مجال النجاعة و المردودية قبل أن ينوه بالنتائج "المعتبرة" التي حققتها الفلاحة بولاية سطيف مذكرا بتحقيق إنتاج 2,5 مليون قنطار من الحبوب في الموسم المنقضي إضافة إلى جمع 41 مليون لتر من الحليب. و أشرف الوزير خلال هذا اللقاء على حفل توزيع جوائز على أحسن المنتجين في مجال بذور الحبوب و أصناف الحبوب الشتوية كما زار بعين المكان معرضا جهويا أقيم بالمناسبة تضمن عينات لشتى أنواع المنتجات و المعدات الفلاحية في مختلف الشعب إلى جانب مشاركة عدد من المتعاملين من بينهم بنك الفلاحة و التنمية الريفية. ودشن الوزير كذلك المقرين الجديدين لمديريتي المصالح الفلاحية و الغابات اللذين من شأنهما أن يحسنا ظروف العمل و الأداء بهما قبل أن يزور مقر تعاونية الحبوب و البقول الجافة بمنطقة قجال و عاين مختلف مصالحها. كما تحدث بن عيسى عن برنامج التنمية الريفية المندمجة حيث أشار إلى استحداث عدد هام من محيطات التنمية الريفية المندمجة وأن المخطط الخماسي 2010-2014 يتضمن إنجاز 700 ألف وحدة سكنية ريفية عبر الوطن. و سيتم خلال نفس البرنامج يضيف الوزير توسيع المساحة المسقية عبر الوطن من 900 ألف هكتار حاليا إلى 1 مليون و 600 ألف هكتار بفضل استعمال وسائل السقي الاقتصادية. وسيواصل وزير الفلاحة والتنمية الريفية زيارته لولاية سطيف التي تدوم يوما واحدا بإعطائه إشارة الانطلاق الرسمي لحملة الحرث و البذر للموسم 2010-2011 و ذلك بمحطة المحاصيل الكبرى بسطيف قبل أن يترأس جلسة عمل مع مرشدين فلاحيين بالمركز التكنولوجي الفلاحي.