أكد تحقيق للمعهد الوطني للاحصائيات و الداراسات الاقتصادية نشر يوم الجمعة أن المرأة بفرسا تتعرض إلى أشكال مختلفة من العنف و إلى اعتداءات في الوسط العائلي. و يشير التحقيق إلى أن 6 بالمئة من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 18 و 59 سنة شكلت محل إهانات تمييزية في حين تعرضت 5ر2 بالمئة إلى اعتداءات جسدية و صرحت 5ر1 بالمئة منهن عن تعرضهن للاغتصاب أو لمحاولة اغتصاب. و في هذه الحالة الأخيرة يتم ارتكاب اغتصاب واحد من بين خمسة من قبل الزوج السابق. و تجدر الإشارة إلى أن العنف الجنسي قليل الوقوع في المنازل على عكس العنف الجسدي. و يفوق عدد النساء غير حاملات الشهادات ثلاثة مرات عدد النساء غير حاملات الشهادات اللواتي تتعرضن للعنف المنزلي. و يشير التحقيق إلى أن النساء أكثر عرضة للعنف في بيوتهن بحيث أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 18 و 59 سنة صرحت بأنها تعرضت على الأقل إلى اعتداء جسدي أو جنسي من قبل شخص يعيش معها في حين صرحت 4ر3 بالمئة منهن إلى تعرضهن إلى اعتداء خارج منازلهن. و يبقى العنف الجنسي أقل انتشارا في المنزل مقارنة بالخارج. و تتمثل أعمال العنف الأولى التي تتعرض اليها النساء في الشتم الشفوي (9ر16 بالمئة) و التهديدات (5ر5 بالمئة) يليها العنف الجسدي في المنزل (3 بالمئة) أو في الخارج (5ر2 بالمئة) و الاعتداءات الجنسية في الخارج (5ر1 بالمئة) و في المنزل (7ر0 بالمئة). و في المنزل تفوق نسبة العنف الجسدي بكثير نسبة العنف الجنسي. و من بين النساء اللواتي تتعرضن إلى الضرب فإن 12 بالمئة منهن تتعرضن إلى التحرش الجنسي. كما أن امراة من مجموع خمس تعرضت إلى العنف الجنسي في المنزل و كذا خارج المنزل. و تضمن التحقيق بعض التوضيحات حول مرتكبي أعمال العنف حيث لا تقل أعمارهم عن 45 سنة و هم من أصحاب الشهادات العلمية الضعيفة و بطالين أو متقاعدين و عمال و في بعض الأحيان اطارات. و ترتكب الاعتداءات الجنسية و العنف المنزلي ضد النساء في كل الاوساط الاجتماعية لكنها تزداد حدة في الاوساط ذات المستوى التعليمي الضعيف. و لجنسية النساء تأثير كبير أيضا في هذا المجال اذ أن النساء الأجنبيات خارج الاتحاد الاوربي يتعرضن أكثر مقارنة بضحايا العنف الأخريات و بالدرجة الأولى الاعتداء الجنسي خارج الاسرة اضافة إلى العنف المنزلي و السرقة باستعمال العنف أو غيره. من جهة أخرى أشار التحقيق إلى أن خمس ضحايا العنف الجسدي و ثلث ضحايا العنف الجنسي لم تقدمن شكوى و لم تتحدثن مع اي كان (صديق أو طبيب أو جمعية). و في حالة تحدثها عن تعرضها للعنف فنادرا ما يكون للشرطة حيث لا تتلقى هذه الأخيرة سوى 12 بالمئة من ضحايا العنف الجسدي و 8 بالمئة ضحايا العنف الجنسي أي تقريبا ضحية من مجموع عشر ضحايا. و قد وصف الوزير الاول الفرنسي فرانسوا فيون مكافحة العنف ضد النساء ب " القضية الوطنية الكبرى 2010" بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء. و سيعطي هذا الاعتراف الرسمي دفعا قويا لالتزام الجمعيات من أجل مكافحة هذه الافة التي تستهدف النساء. وكما عملت سلسلة الاجراءات المتخذة قبل صيف 2010 لتدعم الترسانة القانونية المعمول بها. و في الجانب الجزائي فان العنف البسيكولوجي سيعتبر من الان فصاعدا جريمة.