إنها أسئلة تراودني أحيانا كلما عبرتُ شارعا شعبيا مزدحما بالواجهات، حيث دمى المانيكان الرّخيصة أكثر من عدد الزبائن؛ بعضها مكدّس على دفّة باب حديدي وداخل المحلات؛ فحيثما تلتفتُ يواجهك جذع دون رأس، أو برأس لكن بلا أطراف. وثمّة مانيكانات تلمسُها بالخطأ (...)
يشك سكان «أبوت آباد» الواقعون تحت صدمة أحداث متسارعة انتهت ب «مقتل أسامة بن لادن» الذي كان موجودا في مدينتهم وهم متذمرون مما يسمونه "مسرحية أمريكية" تم تنفيذها مرة جديدة في باكستان. إنها مدينة بسيطة، كانت في منأى عن أعمال العنف التي شهدتها سائر (...)
إذن، اجعلْ اسْمي عنوانا لكلّ فصول هذا الكتاب، وضعْ على الغلاف.. ضعْ صورتي أنا.. بعد أن أكون قد ارتديت فستانا أبيض، وابتلعتُ حفنة حبوب مخدّرة تكفي للإطاحة بحياة بغل. وما هي إلا لحظات قصيرة..
تك.. تك.. تك... هدو....ووء.. أفقدُ كامل إرادتي.. تغمرني (...)
- محمد البوعزيزي المصري مختل عقليا، البوعزيزي الجزائري متوحش، البوعزيزي الكويتي أعطوه ألف دينار لعله يرضى، البوعزيزي السعودي صرخ فضاعفوا صوت الأذان، البوعزيزي الليبي يستجدونه برخاء العيش، البوعزيزي المغربي حفّظوا له العشبة الملكية... آه يا البوعزيزي (...)
يقال: شّعر المرأة تاج جمالها، لكن مصففي الشّعر يحبون إضافة تلك العبارة الدعائية: ''هذا الجمال لا يكتمل إلا باختيار التسريحة المناسبة''· وتتلاحق عبارات أخرى من قبيل؛ ''تغيير الشكل النمطي''، ''لمسة جديدة''، ''روح المرح''، ''إنحناءات مترابطة وخصلات (...)
لا أزال شديد الاعتزاز بنفسي لكوني لا أزال موجودا، ولا يزال لوجودي معنى· إن أصابعي قادرة على رفع سيجارة أو غرس شجرة أو مصافحة صديق أحبه··· ولا أزال قادرا على استدراج أشعة الشمس والاختلاء بها في غرفة نومي· فإذا كانت أسباب الحزن كثيرة فإن فرحا واحدا (...)
قالت الشاعرة ''سليمى رحال'' ذات مرة: (المتخلّف مهما كان حبّه كبيرا يظل يتصرّف مع من يحبّ بتخلّف، ليس هذا فحسب بل إنه يؤذيه بالحب)· وجال بذهني ما يلي:
في لهجتنا لا توجد كلمة أحبك·· بعضهم يقول (نبغيك)·
فلان ''بغا'' فلان· أي أحبّه، وفلان ''بغا'' من (...)
الحريّة···
لا تحرّرُ عبدَها
إلا داخلَ سجنِك
الموجةُ لا تموّج خطَّها
إلا حافيةً···
حافيةً تسترسلُ الموجةُ
في الخجلِ الماثلِ للرقصِ
في تهدّلِ الطّياتِ السّماويةِ الممعنةِ في الحفيفِ
في روحي التي رأيتُها على ضوء ناركِ
ليلة البحر تلك···
حيث انْقدنا (...)