اعتقدت أنها لن تجد نفسها الضائعة، كانت تبحث في أي مكان، خاطبت الكثير، وحاورت الكثير من الذين اعتقدت أنهم سلبوا منها نفسها، دون جدوى تمضي الأيام، وتبقى هي حائرة، قررت التخلص من هذا الشعور ووضع حد لحياتها، اختارت مكانا بعيدا عن الناس مكانا هادئاً حتى (...)
في تلك الزاوية الضيقة..
معاقل الرصاص والحديد شيدت سورا حول قلبي..
حيث صرت أسمع سوى صدى الذكريات..
صوتك كان البارز بينها..
أخذ يحدثني عن أحلامنا..
وعن ذكريات صارت طي النسيان..
ذكريات توارت في ذكريات..
شبح ظلك يتراقص أمامي..
تارة يضحك وتارة (...)
ضياع...ضياع اجتاحني رويدا رويدا إلى أن فتك بي، جوفاء فارغة غامضة قاسية هذا ما أصبحت عليه، صرت لا أعرف من أكون أجوب الطرقات، أتوه في الأفكار...أفكار وذكريات تأخذني إلى الماضي إلى حنين الاشتياق حيث أَلِفتك...أين اعتدت بسمتك وصوتك الشافي من الجروح، (...)
ألم يحن الوقت بعد للتخلص من هذا الجبل، أريد العودة لحياتي القديمة لم أعد أحتمل العيش معك، كل اللوم يقع علي، حتى أنني لست المذنبة عما يحصل، إنني أقدم كل ما لدي لإرضائك، لكن هذا ليس بكاف بعد، إن قواي تنهار لإشعال نارك حتى تبرز أنت! حتى أنني بدأت ألمح (...)
أمي، لن أسأل عن حالك الآن، لأنني أعرف كيف تشعرين، أولعلني لا أعلم، أعتقد أن قلبك ينكسر، يتهاوى، تشعرين أنك تموتين ببطء شديد وتنفسك أصبح أصعب مهمة، كأن رئتك أبت العمل، أم أنك تتنفسين رمادي الذي طار مع تحطم الطائرة، لا تحزني يا حبيبتي أنا في مكان أفضل (...)
أنظر إلى ذلك المخلوق الصغير بين يدي، كيف، كيف بهذا الجسم الصغير الضئيل أن يمنحي هذه القوة الهائلة، كنت جسدا بلا روح منذ مدة، منذ أن تركني زوجي الذي إختطفت روحه في الحرب، وماتت روحي من بعده، إلى أن منحني إبني روحا جديدة معه، أستطيع أن أجابه العالم، (...)
يسكننا ضياع..
ضياع من رحلوا عنّا...
تركونا دون سابق إنذار..
غرف قلوبنا تحترق من الإشتياق..
تسكننا قلّة الحيلة لأنّنا نربط حياتنا بهم..
حياتنا مكثت أمام ضروحهم..
ذكراهم، حنينهم صار يحرق لذّة حاضرنا..
هذا إذا بقيت لذّة من بعد غيابهم..
قلوبنا تأبى (...)
تضحك وتبتسم دائما..
كأن قلبها ما لامس شقاء أبدا..
كأن لا وجود لليأس داخلها..
ما شهدت من قبل روحا بهذه القوة..
عازمة وحالمة..
قد تظنها مغرورة أحيانا..
حدثها وستعلم مدى عمق أفكارها..
لها عالمها الخاص..
عالمها المثالي..
لكنها متقلبة المزاج..
عنيدة (...)