الكرة العجيبة
كنا نلعب أمام باب الدار وقدامها. كان هو في مواجهتي وكنت أقابله، نتقاذف الكرة ونجري خلفها وذات لحظة ظهر أمامنا ونظر إلينا قائلا:
- لا تلعبا في الطريق، عندكم الجرادة فهي تلسعكما. والتقط الكرة بيديه وركلها بكل قوته فطارت فوق سطح الدار (...)
القاعة عملاقة وذات هيبة خاصة تجبر القاعد وسطها بالتزام الوقار والسكون، القاعة واسعة الأرجاء، شاهقة الإرتفاع تذكرني بقاعة الحفلات في زمن الصبا أيام بوديسان ولامارة وأغينه القمر الأحمر .. القاعة عامرة بالحاضرين غرباء وأولاد البلد الذين مضى على (...)
أخرج من الدار بطريق البريد رقم 13.. ألتفت يمنة ويسرة و في قلبي لهفة وترقب، فتقابلني ديار ألفتها وتعودت عليها فألمح دار عمي علي الزيادي، وبجوارها كراج ماس سابقا ثم تليه زقاق عمي بوعمامة و لقجع لتنتهي السلسلة بدار علي ولد الجد فسقيفة النوار والمجذوب (...)
عرف في قريتنا بسي مصطفى ، حتى اليوم لم أعرف اسمه الحقيقي كاملا ، أرمقه في الجهة الأخرى لطريق القرية الكبير. يجلس على كرسي بين حانوت الخردواتي و مكتبة بوشيخي قبالة قهوة جماعي، شاردا ومتأملا ، مكانه المفضل حين لا يعمل. و في يوم يطرق باب بيتنا ترافقه (...)
عد في المساء .. فسيعود المدير. قال له أنه سيعود في المساء و سيوظفه كما جاء ذلك في الإعلان .. ما كان أغباه حين صدق ذلك الإعلان .. يوم قرأه ،أمسك بالصحيفة بلهفة و شغف وراح يقرأ التفاصيل و يحدث نفسه .
أخيرا وجدت الفرصة التي كنت تنتظر يا أحمد.. أخيرا (...)
أنت الليلة وحدك داخل هذه الدار الواسعة الباردة كمألوف عادتك منكمشا في فراشك، تطلب الدفء و المتعة.
أنت الليلة تقرأ في الداخل و الريح تزمجر في الخارج فيصطك منها الباب و يحدث صوتا عنيفا مزعجا كأن شخصا يريد أن يقتحم عليك الباب.
أنت الليلة تقرأ فتأخذك (...)
أخيرا تراءت له القرية المشرية قادما إليها من البيوض ، والشمس ترسل بأشعتها في الأفق ، والناس يخرجون من ديارهم ينوءون بهمومهم وأشغالهم، و الخلاء المدثر بالشروق يترامى إلى مالا نهاية .. نحن في عام 1945 ، تقدم لمقدم سليمان نحو القرية متعبا ، وهو يمتطي (...)