تظاهر عشرات من المسيحين العراقيين، أول أمس الأحد، في بغداد استنكارا لأعمال عنف طالتهم في محافظة نينوى (شمال) وأسفرت عن مقتل عدد منهم، مطالبين الحكومة العراقية والأممالمتحدة بتأمين الحماية لهم· وتجمع المتظاهرون بدعوة من منظمات مسيحية ومدنية في ساحة الفردوس وسط بغداد، ورفعت خلال التظاهرة لافتات بينها ''أوقفوا قتل المسيحيين العراقيين على هويتهم في الموصل''· وقال المطران سليمون وردوني معاون بطريرك الكلدان في العالم الذي شارك في التظاهرة ''نخشى قيامهم بتسييس الأمر والسعي لزجنا تجاه أطراف دون أخرى في هذه الهجمات التي تزامنت مع الحملة الانتخابية''· وأضاف ''نحن أحرار وسننتخب من نؤمن بكفاءته وبقدرته على بناء العراق''· وتعرض المسيحيون في مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد) إلى موجة من أعمال العنف خلال الأيام الماضية· وحمل وردوني الحكومة العراقية مسؤولية وقوع هذه الأعمال، قائلا إن ''الحكومة لم تفعل شيئا حتى الآن''، وتابع ''نحمّل الأممالمتحدة ودول العالم والولايات المتحدةالأمريكية والإتحاد الأوربي ذلك، فعليهم الدفاع عن حقوق الإنسان خصوصا المسيحيين في الموصل''· ورفع عدد من المتظاهرين أعلام العراق على أكتفاهم، فيما حمل آخرون لافتات ورقية صغيرة كتب على إحداها ''للمسيحين دورا كبيرا في بناء حضارة العراق''· واتهمت ريتا سمير (23 عاما) ''المتشددين الإسلاميين مسؤولية هذه الهجمات لأنهم يرفضون وجود المسيحيين ودينهم''، وتابعت: ''إنهم مرضى، فكلنا عراقيين ونريد العيش بأمان في بلدنا''· بدوره، قال معن سامي (28 عاما) مسيحي من أهالي الموصل ولم يستطيع زيارتها منذ سقوط النظام السابق عام ,2003 ''نستنكر ونرفض الاعتداءات التي تستهدف المسيحيين في الموصل، ونطالب الحكومة بوضع حل جذري لها''· وطالب المتظاهرون في بيان تلاه أحد المنظمين ''الحكومة بالتدخل الفوري لمعالجة الأزمة وإيقاف نزيف الدم في الموصل'' و''اعتقال مرتكبي هذه الجرائم، وكشفت التحقيقات التي أجريت في الجرائم السابقة''، و''تشكيل وحدات عسكرية من أبناء المسيحيين، لحماية المناطق المسيحية''· كما طالب المتظاهرون ''بإنشاء جامعة في سهل نينوى لأبناء الطائفة المسيحية الذين أرغموا على التوقف عن الدراسة بسبب التهديدات المتواصلة· وقتل رجل وولداه من طائفة السريان الكاثوليك في 23 من الشهر الجاري، في منزلهم ما يرفع إلى ثمانية عدد المسيحيين الذين قتلوا في هذه المدينة منذ 14 فيفري الماضي، ويعيش في الموصل ما بين 15 إلى 20 ألف مسيحي· وتخشى السلطات أن يصبح المسيحيون أبرز ضحايا تصاعد حدة التوتر المرتبطة بالانتخابات التشريعية المقررة في السابع من مارس، وطالب رئيس الوزراء نوري المالكي بتحقيق فوري حول الموضوع·