أعلنت الشرطة العراقية أمس الثلاثاء مقتل 112 شخص على الأقل، وإصابة 197 آخرين جراء سلسلة من التفجيرات هزت العاصمة بغداد، استهدف بعضها مبان حكومية. ووقعت الانفجارات التي نفذت جميعها بسيارات مفخخة بشكل متزامن، حيث وقع انفجار ضخم وسط بغداد، تبعه بعد دقيقة انفجار ثان وبعد خمس دقائق انفجار ثالث، ورابع بشكل متتال في أنحاء متفرقة من العاصمة العراقية بغداد. وقالت مصادر إعلامية إن إحدى الهجمات وقعت بالقرب من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في شارع فلسطين، فيما وقع هجوم انتحاري آخر استهدف دورية للشرطة بالقرب من الكلية التقنية بمنطقة الدورة، مما أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة 25 آخرين. وتابع ''وقع انفجار ثالث بسيارة مفخخة بالقرب من محكمة الكرخ أمام منتزة في المنصور غربي بغداد، فيما استهدف الانفجار الرابع وزراء الداخلية في ساحة الرصافي في منطقة الشورجة''. وأضاف ذات المصدر ''فرضت القوات الأمنية طوقًا مشددًا، فيما تحلق المروحيات في سماء بغداد، كما تم قطع الاتصالات الهاتفية خشية استخدام الهواتف المحمولة في التنسيق لمزيد من الهجمات''. وتتعرض العاصمة العراقية بغداد منذ عدة أشهر لسلسلة هجمات تستهدف مبان حكومية ومقار وزارية كانت آخرها التفجيرات التي وقعت شهر أكتوبر الأول الماضي في منطقة الصالحية، واستهدفت مباني وزارة العدل ومجلس محافظة بغداد ووزارة البلديات راح ضحيتها مئات المواطنين بين قتيل وجريح، وقبلها التفجير الذي وقع في أوت واستهدف وزارات المالية والخارجية العراقية والتي تعرف بتفجيرات الأربعاء الدامي وأدت إلى مئة قتيل، وحوالي 1203 جريح. واتهمت بغداد معارضين بعثيين سابقين مقيمين في العاصمة السورية بالوقوف وراء التفجيرات، مما أدى إلى تدهور العلاقات بين بغداد ودمشق، وطالبت بغداد الأممالمتحدة بلجنة تحقيق دولية للتحقيق بالأمر، وتم سحب السفراء بين البلدين للتشاور. وتأتي الانفجارات بعد إقرار قانون الانتخابات الذي ينظم ثاني عملية اقتراع في البلاد منذ سقوط النظام السابق ربيع العام .2003 وتعتبر هذه التفجيرات، الأكبر التي تهز العاصمة العراقية منذ 25 أكتوبر، في تحطم النوافذ في مناطق شتى من بغداد. وقتلت هجمات رئيسية بالقنابل في قلب العاصمة العراقية في الأشهر القليلة الماضية عشرات الأشخاص مقوضة المكاسب الأمنية الهشة التي تحققت في الأشهر القليلة الماضية، وتراجع العنف بشكل عام في العراق وقالت وزارة الصحة العراقية أن شهر نوفمبر شهد أدنى عدد من القتلى بين المدنيين العراقيين منذ ست سنوات ونصف السنة.