عدد كبير من جرائم السرقة التي ترتكب في مجتمعنا يكون مرتكبوها أحد المقربين، سواء من الأهل أو الجيران، فبدل أن يكون هو الحارس الأمين على ممتلكات أهله وجيرانه أثناء غيابهم، يقوم هو بسرقتهم وخيانة الأمانة، ذلك ما نلاحظه من خلال القضايا المطروحة على المحاكم، وكمثال على ذلك نورد قضية الضحية الذي سرق من طرف جاره ببئر خادم· بتاريخ 12 /200601 أقدم المتهم المدعو (ب·خالد) رفقة شخص آخر يدعى (ز· نور الدين) متنكرين في زي عسكري وملثمين، أحدهما كان يحمل ساطورا للقيام بسرقة أحد الضحايا بعدما اقتحموا شقة في الطابق الأول لعمارة ببئر خادم، في حدود الساعة الثالثة صباحا، عن طريق الكسر واستوليا على مبلغ مالي وتلفاز الضحية، المتهم الرئيسي في القضية كان يحمل قارورة غاز مسيل للدموع، وفي نفس ليلة الوقائع، قام المتهمان كذلك بالإعتداء على شخصين آخرين، وذلك عن طريق التهديد بالسلاح الأبيض حيث قاما بتجريد الضحية (ك·رابح) من معطف كان يرتديه وقبعة، وحاولا ممارسة الفعل المخل بالحياء عليه، وهو نفس ما حاولا القيام به في حق الضحية الثانية المدعو (ب·محمد) الذي رشوه بالغاز المسيل للدموع وهددوه بالقتل· وبعد تقدم الضحايا بشكاوى ضد المتهمين، تم توقيف المتهين (ز··نورالدين) و (ب،خالد)، وبعد التحقيق في القضية تمت متابعتهما بجناية محاولة الفعل المخل بالحياء بالعنف وتحطيم ملك الغير والسرقة والتهديد بالإعتداء وحيازة سلاح أبيض محظور، وخلال المحاكمة التي جرت بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة تبين أن المتهمين تعرفا مؤخرا على بعضهما البعض بعدما قدم المتهم الرئيسي (ز·نور الدين) من المدنية، إلى السكن في بئر خادم وكان الضحية جار المتهم بنفس العمارة، وحسب ما دار في الجلسة، فإن المتهمين تورطا في عدة عمليات سرقة من بينها اقتحام منزل بحي ''الكيتاني'' بباب الوادي، وكانا قد حاولا ممارسة الفعل المخل بالحياء على أحد الضحايا بعدما حاولا سرقة هاتفه النقال ومبلغ مالي وحذاءه الرياضي، وقد ضبطت كل المسروقات بمنزل المتهم الثاني (ب·خالد) بما فيها أدوات الجريمة المتمثلة في ساطور وأسلحة بيضاء والقارورة المسيلة للدموع· المتهم (ز·نور الدين)، خلال مثوله أمام هيئة المحكمة، أنكر ضلوعه في القضية، وعلاقته بالمتهم الثاني، حيث قال أن علاقته به تقتصر على العمل فقط، وحاول التملص من الجريمة طيلة مراحل التحقيق وخلال المحاكمة أمس، أما بخصوص إفادات الشهود، فقد أكدت طليقة المتهم التي زادت من ثقل التهمة على عاتقه لهيئة المحكمة، أن المتهم، زوجها سابقا، قد سرق منها سيارتها، ومزق بعض الوثائق حتى لا يسجل إبنها بطريقة شرعية، وأكدت أنها على علم بأنه تعرض لمنزل الضحية· وفيما يتعلق بالمتهم الثاني، فقد تمت محاكمته غيابيا نظرا لتواجده بمؤسسة عقابية بالجنوب، بسبب تورطه في قضية أخرى، وقد سلطت عليه المحكمة 10 سنوات سجنا نافذا· وهو نفس الحكم الذي طالبت به النيابة العامة في حق المتهم (ز·نور الدين) بعدما اعتبرت، في مداخلتها، أن جل الوقائع ثابتة في حق المتهمين، خاصة بعدما تعرف الجيران عليهما خلال قيامهما بالسرقة، وهما متنكرين في زي عسكري، في حدود الساعة الثالثة صباحا، وأكدت أن المتهم يحاول التهرب من المسؤولية الجزائية ولا بد من تطبيق القانون في حقه، لكن بعد المداولات أصدرت المحكمة حكما يقضي ببراءة المتهم (ز، نور الدين) من التهمة المنسوبة إليه·