بعدما كانت رابطة الصداقة أحد أهم العلاقات الحميمية التي تجمع بين شخصين أصبحت اليوم لا قيمة لها لدى عدد كبير من الأشخاص الذين أعمى الطمع والحقد بصيرتهم وأديا بهم إلى ارتكاب جرائم قتل بشعة في حق الأصدقاء· ذلك ما حدث لشاب من حسين داي بالعاصمة حيث قام بقتل جاره وصديقة منذ الصغر بواسطة سكين بعدما وجه له 6 طعنات قاتلة على مستوى وجله كانت كافية لإزهاق روحه بغير وجه حق وبدون سبب يستحق ذلك· فبتاريخ 18 ماي ,2003 وفي حدود الساعة التاسعة ليلا، توجه الضحية إلى مقهى بالحي حيث كان صديقة المدعو ''ب·هشام'' جالسا رفقة صديق آخر له وعندها طلب المتهم من الضحية أن ينظم إليهم لتناول القهوة إلا أنه رفض وكان في حالة من الغضب، وطلب من صديقه هشام أن يرافقه إلى الخارج ليتكلم معه وبعدها خرجا من المقهى وبعد لحظات عاد هشام في حالة دعر وهو يحمل سكينا ويده ملطخة بالدماء وطلب من أحد الأصدقاء المتواجدين بالمقهى أن يلحق بالضحية لأنه قد أصابه· وعندها سارع أصدقاء المتهم لإسعاف الضحية حيث نقلوه على جناح السرعة إلى المستشفى أين لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه وعلى إثر ذلك فتحت مصالح الأمن تحقيقا في القضية وبعد إلقاء القبض على الجاني أحيل على محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد· وخلال محاكمته صرح المتهم هشام بأن الضحية أشهر سكينه في وجهه، وهو قام بنزعه منه ليدافع عن نفسه، خاصة وأنه يوم قبل الواقعة كان الضحية قد طعن شخصا بالحي بواسطة الخنجر، وهو الأمر الذي جعله يحتاط من سلوكه العدواني ويضربه بالخنجر ليدافع عن نفسه، وأن علاقاتهما قد توترت بعد أن مكثا سويا بالمؤسسة العقابية· غير أن النيابة العامة أكدت في مرافعتها أن التهمة ثابتة في حق المتهم بدليل أنه اعترف بالقتل، مشيرا إلى أن السكين لم يكن أبدا ملكا للضحية بل كان ملك له باعتبار أنه كان يترصد للإنتقام من الضحية ليلتمس في حقه عقوبة الإعدام وقد أدانته بعد ذلك المحكمة بعشر سنوات سجنا·