أصدرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية تعليمة موجهة إلى الولاة، تحثهم فيها على اليقظة والحرص الشديد على متابعة الوضع الصحي عبر أقاليم الولايات، سيما الحذر من ظهور حالات إصابة وباء أنفلونزا الخنازير، كما تحدد التعليمة الحالات التي يصبح من الضروري استعمال القوة في حالة عدم امتثال مصاب أو مجموعة من المصابين لإجراء الحجر الصحي، أو عندما يرفض شبه طبيين أو أطباء العمل في رعاية المصابين وعلاجهم، وفي حالة تفشي العدوى بشكل كبير، وعندما لا يستجيب مواطن أو مجموعة من المواطنين مرضى لتعليمات انتشار الوباء· وسّعت وزارة الداخلية من صلاحيات الولاة في تسيير ملف عدوى انفلونزا الخنازير، وسمحت لهم باستعمال القوة العمومية عند اقتضاء الضرورة، وعندما يصبح من الواجب تطبيق إجراءات منع انتشار الوباء في مواقع ومقاطعات إدارية، ولم يُستثنَ من الإجراء الدبلوماسيون، حيث يمكن للمراقبين الطبيين طبقا للإجراءات الجديدة في المطارات ومنافذ البرية و البحرية للبلاد، إخضاع الدبلوماسيين للمراقبة الطبية الضرورية في حالة الاشتباه بإصابتهم بالفيروس ''اتش1 ان1 ''، حتى ولو رفض هؤلاء الفحص، ولكن بعد إخطار وزارة الداخلية بالموضوع· من جانب آخر، حذر أطباء من ولاية تمنراست مما أسموه ''كارثة وطنية'' إن لم تُتخذ إجراءات صارمة لمواجهة احتمال تسلل وباء انفلوانزا الخنازير عبر الحدود الجنوبية للجزائر· وقال موظفون في قطاع الصحة بولاية تمنراست، إن مراقبة الحدود من جانب الجزائر في حالة انتشار وباء انفلوانزا الخنازير ستصبح مستحيلة، إذا ظهر المرض في دول مالي، النيجر وموريتانيا، فالحدود الجنوبية الممتدة على مسافة 1200 كلم، والمفتوحة بشكل كلي أمام المتسللين، تجعل السيطرة على الوباء مستحيلة إلا في حالة مراقبته في دول الجوار وتقديم مساعدات لهذه الدول للسيطرة عليه، قبل أن يتحول إلى وباء، وشبّه الطبيب بن سماحي قويدر هذا الوضع بمنع تسلل الجراد للجزائر· وتحدثت مراسلات داخلية بين ولاة تمنراست وأدرار من جهة، ووزارة الداخلية من جهة ثانية، حسب مصدر عليم، عن صعوبة ضبط الأوضاع فيما يتعلق بمنع انتشار انفلوانزا الخنازير في حال ظهوره في دول الجوار، خاصة مع صعوبة تجهيز المراكز الحدودية في أقصى الجنوب بالأطقم الطبية اللازمة· من جهتها، تدرس قيادة الدرك الوطني -حسب مصادر عليمة- تجهيز 8 وحدات رئيسية لحرس الحدود بأطقم طبية دائمة، في إطار تشديد مراقبة الأمراض المتنقلة من إفريقيا مع المهاجرين السريين، وراسلت قيادة الدرك في بداية جويلية المجموعات الجهوية في بشار و ورقلة التي تضم كل من تمنراست، إليزي، بشار، تندوف، غرداية، وادي سوف، أدرار، بسكرة والأغواط، وطالبتها بالتزام أقصى درجات الاحتياط لمنع تسلل الأمراض·