أحمد تتبيرت، من مواليد مدينة البليدة، بدأ مشواره الثقافي في الستينيات، تألق في كل من الأدب الشعبي؛ القصص والشعر والأمثال ·· وعرج بعدها على هواية جمع التحف الأثرية والقطع النقدية، بهدف التعرف عن قرب على التاريخ والحضارات ·· في هذا الحوار يؤكد، تتبيرت، الأهداف السامية التي يحملها لحفظ التراث، كما يسلط الضوء على أهم التحف التي يملكها معتبرا نفسه متحفا متنقلا من خلال المعارض التي يقوم بها ·· ويشير إلى أنه تربطه علاقة جميلة مع طلبة معهد التاريخ والمهتمين بالتراث، كما يتأسف لقيام البعض ببيع الأشياء الثمينة حيث يؤكد أن التاريخ والذاكرة والحضارة قيم لا يمكن بيعها· جمع التحف الأثرية والقطع النقدية يعتبر من أصعب الأعمال الفنية، حيث قليلون هم الذين يتوجهون لجم هذه التحف الإبداعية، فكيف جاءت الفكرة؟ في البداية كانت مجرد هواية، حيث كنت أجمع القطع النقدية القديمة وبعض التحف الأثرية إلى جانبالطوابع البريدية، بعدها أصبحت تربطني علاقة جميلة بهذه الأشياء، وهو الأمر الذي جعلني أوسع فكرة جمع الأشياء الثمينة، وأقرر أن تكون انطلاقتي الرسمية في الميدان خلال سنة ,1970 حيث قمت بإقامة عدة معارض بالثاويات والجامعات، وراحت هوايتي تأخذ أبعادا أكاديمية، فتواصلي الدائم مع طلبة العلوم الإنسانية (قسم التاريخ) دفعني إلى أن أجتهد أكثر من أجل تقديم خدمة ذات مستوى راق، فمثلا هناك الكثير من الطلبة يأتون إلى منزلي حتى يتعرفوا عن قرب على الحضارات والتاريخ، ثم إن بيتي تحول إلى متحف صغير يقدم خدمات لكل من يقصده وهذا شيء يشرفني· سبق أن قلت أنك تملك العديد من التحف والقطع الأثرية الثمينة، هل الحصول عليها يعتبر من الأمور السهلة؟ بما أنني أعشق هذه الهواية، فإنني أبذل جهدا للحصول على عدد كبير من التحف والقطع الأثرية، وهذا ما أصبو إليه، ففي الثمنينيات كنا نحصل بسهولة على القطع سواء كانت نقدية أو أثرية، والسبب يرجع إلى أن الأشخاص الهواة العاشقين لمثل هذا الفن كانوا يجمعون التحف من أجل المتعة والجمال، غير أنه في الوقت الراهن تحول البعض إلى تجار غير شرعيين في بيع الآثار الجزائرية ·· وللأسف، كثير من الأشياء الثمينة تم بيعها للسياح الأجانب بأثمان باهضة الثمن، وأنا بدوري ضد هؤلاء ''البزناسية في التراث''، وأرجع سبب انتشار هذه الظاهرة إلى كوننا لا نملك ثقافة جمع التراث والأشياء التقليدية ذات الدلالات العميقة· أهناك جمعيات تهتم بحماية هذه التحف؟ تعم، يوجد الكثير من الجمعيات بالجزائر تهتم بجمع التحف الأثرية، فمثلا أنا عضو بالجمعية العالمية لجامعي القطع النقدية والأثرية، غير أن هذا لا يمنع الكثير من الزملاء بعدما يحصلون على شيء ثمين من أن يقومون ببيعه بثمن بخس، ويعتقد أنه ربح الكثير، فمؤخرا تم بيع قطع أثرية رومانية، وهذا شيء نتأسف عليه، والشيء الذي أؤمن به هو أن التراث والتاريخ والذاكرة لا يتم بيعه مهما حدث، فمثلا أنا أملك أشياء ثمينة لا يملكها حتى المتحف الوطني للآثار· ما هي أهم التحف التي تملكها؟ كثيرة جدا، حيث أملك قطعا نقدية للقارات الخمسة، إلى جانب ذلك أملك تحفا أثرية جزائرية تعود إلى العهد الأموي والاحتلال الإسباني الذي توسع بمناطق الغرب الجزائري، وأيضا تحف من حقبة الاحتلال الفرنسي، كما أملك سلسلة ''عام البون'' لسنة 1915 التي حلت محل القطع النقدية، كما أملك الورقة النقدية التي طبعت باسم البنك الجزائري والتي تعود إلى سنة ,1924 كما أعتبر نفسي متحفا متنقلا من خلال المعارض التي نشطتها·