أجمع المتدخلون من دكاترة، صحفيين، أساتذة ومختصين في مجال الإعلام والإتصال على أن الحديث عن الرقمنة في الجزائر لا يزال في بداية الطريق، وأن إدخال التقنية واعتمادها بصفة رسمية لخدمة التنمية في البلاد يحتاج إلى سياسة واستراتيجية محكمتين للنهوض بقطاع الإتصالات أولا، ونشر ثقافة معلوماتية مستحدثة ثانيا، قبل الحديث عن الرقمنة التي تعاني من محدودية في الوسائل وعدم تحكم حوالي 70% من الجزائريين في أجهزة الإتصال الحديثة بما فيها الكمبيوتر والأنترنت··· هذا ما خرج به المجتمعون، نهار أمس، بالمسرح الجهوي بقسنطينة في إطار فعاليات الملتقى المغاربي حول الإعلام والرقمنة ودورهما في خدمة التنمية في يومه الأول، الذي افتتح جدول أعماله الدكتور كمال بطوش من جامعة منتوري بمحاضرة تطرق فيها إلى رقمنة الصحف المكتوبة ودورها البارز في تنمية الثقافة التكنولوجية لدى القراء الجزائريين الذين أظهرت آخر الدراسات أن أزيد من 16 مليون منهم لا يتقنون استعمال الكمبيوتر بشكل جيد، وكذلك الحال فيما يتعلق بالبحث على شبكة الأنترنت، الأمر الذي يعرقل بشكل كبير مسار رقمنة الإعلام المكتوب في الجزائر لأن الأخير لا يزال حبيس صفحات الجرائد المطبوعة التي يقبل على شرائها أزيد من 3 ملايين جزائري يوميا وبصفة دائمة، في حين يقتصر تصفح الجرائد الإلكترونية الموازية على الطبقة المثقفة والمهتمين بمجال الإتصال· من جهته، مدير المركز الإفريقي للإعلان العربي بموريتانيا، الكاتب الصحفي محمد سالم ولد سيدي ألقى على الحضور من طلبة وإعلاميين محاضرة حملت عنوان ''الرقمنة وفرص التأثر والتأثير في الإعلام المغاربي''، تطرق من خلالها للإعلام العربي في ظل الرهانات التي يواجهها، على رأسها الرقمنة التي أضحت حتمية وجب العمل بها لأن الحداثة تتطلب ذلك واعتمادها صار على شاكلة ''مجبر أخاك لا بطل'' كما قال ذات المتحدث· هذا، ويضم برنامج اليوم الثاني من فعاليات الملتقى الذي نظمته الجمعية الجزائرية للإعلام والثقافة صحافة الغد مجموعة من المحاضرات، يرتقب أن تنشطها كل من الصحفية والأديبة المغربية منى وفيق وتحمل مداخلتها عنوان ''صناعة الإعلام الرقمي وخدمات الأنترنت''، تليها الأستاذة والصحفية شريفة ماشطي من جامعة قسنطينة التي ستتطرق إلى موضوع ''حرية الصحافة والإعلام الإلكتروني''، على أن تختتم فعاليات الملتقى في طبعته الثانية التي تميزت بمشاركة دكاترة ومختصين من أربع دول مغاربية هي على التوالي موريتانيا، المغرب، الجزائر وتونس بمداخلة للدكتور إسماعيل معراف تحت عنوان ''تأثير الرقمنة على تطور الإعلام بالجزائر''· للإشارة، فإنه وعلى هامش الإحتفالات باليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف للثالث ماي من كل سنة، نظمت ذات الجمعية مسابقة لأحسن إبداع صحفي في مجال التنمية، إلى جانب دورة كروية حملت اسم الفقيد الصحفي أبو بكر النعيمي، احتل خلالها فريق الصحافة المكتوبة الصدارة بعد تفوقه في المباراة النهائية على فريق استعلامات أمن قسنطينة·