عالجت مختلف محاكم الوطن خلال الثلاث سنوات الأخيرة 314 قضية تتعلق بالشعوذة، وقد أوقفت مصالح الأمن والدرك عدد من المشعوذين بتهم ممارسة نشاطات غير قانونية والاحتيال على مواطنين مقابل مبالغ مالية معتبرة أو التحايل عليهم من خلال الاستحواذ على مصوغات النساء وآخرين تم ضبطهم في حالات حرجة مع النساء· يلجأ الكثير من المواطنين المغلوب على أمرهم خاصة النساء منهم إلى اللجوء للمشعوذين أو ما يعرف بالعامية ب ''السحرة'' في محاولة منهم لفك ألغاز عجزوا عن حلها سواء تعلقت الأمور بعلاقات اجتماعية أو أمراض مستعصية، وغالبا ما يقع هؤلاء فرائس للمشعوذين الذين يحتالون على ما يسمونهم بالزبائن، والادعاء أن يملكون الشفاء لأمراض المستعصية خاصة هؤلاء المصابين ببعض الأمراض النفسية، وذلك من خلال عمليات للمس أو الدلك بالبصاق، وغالبا ما تقع عدد من النساء فرائس لوحوش بشرية، حيث يلجأون لممارسات أو يقومون بالاعتداء عليهن· أما آخرون فيحتالون على زبائنهم بسلب أموال طائلة سواء بالدينار الجزائري أو بالعملة الصعبة· ومن المفارقات في عمليات ضبط هؤلاء، وجود سحرة لا يقبلون التعامل مع غير النساء، ما اضطر بمصالح الأمن للاستعانة بمتعاونات في بعض المداهمات· وتتضمن قائمة من ضبطتهم مصالح الأمن والدرك مشعوذا يستقبل ضحاياه في شقة فخمة بوسط العاصمة، حيث كان يقيم قبل الإطاحة به· وكانت محكمة حسين داي بالعاصمة أعلنت أنه تم إدانة مشعوذ مصري الجنسية متهم بامتهان ''الشعوذة'' ببلدية القبة، لإدانته بامتهان السحر وأعمال الدجل والشعوذة وأكل أموال الناس بالباطل والإيقاع بين الأزواج· كما قامت مصالح الأمن عبر عدة ولايات من الوطن بتعميم أوامر بالبحث عن رعايا أجانب يكونون بصدد ممارسة الشعوذة أو الطب البديل بصفة غير شرعية، وهم من جنسيات عربية وإفريقية· وأوقفت شرطة غرداية مؤخرا 5 مشتبه فيهم من جنسية سورية، أودعت نيابة محكمة غرداية 3 منهم الحبس بتهمة ممارسة طب الأسنان بصفة غير شرعية· في وقت يلجأ فيه بعض العصابات بالمناطق الداخلية من الوطن إلى الاحتيال على المواطنين باستعمال الزئبق الأحمر، بإيهام الضحايا بأن الزئبق الأحمر سيستغل في زيادة مداخليهم وثرواتهم·