مخزون البطاطا الحالي لا يكفي -حسب وزير الفلاحة- إلا ل 7 أشهر، أما ندرة السمك وغلائه في السوق أرجعها الوزير ميمون إلى طبيعة البحر الأبيض المتوسط وحداثة القطاع الذي يراهن على تربية المائيات لإرساء توازن بين العرض والطلب· كشف النقاش في اليوم البرلماني حول الاستراتيجية الوطنية لتحقيق الأمن الغذائي، عن العديد من نقاط الظل حول واقع الإنتاج الغذائي، حيث أوضح وزير الفلاحة أهم العراقيل التي جعلت الجزائر تابعة للخارج في العديد من المنتوجات الفلاحية الحيوية· وكشف وزير الصيد البحري، من جهته، أنه لا يملك استراتيجية أخرى لتحسين منتوج الثروة السمكية إلا بتنمية تربية المائيات واحترام قوانين الصيد· بالنسبة للأمن الغذائي، لا تملك الجزائر حاليا سوى استراتيجيات يُنتظر ظهور نتائجها الأولية، كون سياسة التجديد الفلاحي لم تنطلق إلا في 2008 مثلما برر ذلك وزير الفلاحة رشيد بن عيسى، أمس، بينما يُعتبر قطاع الصيد البحري حديث عهد بدأ مع العهدة الأولى للرئيس بوتفليقة· بالنسبة لوزير الفلاحة والتنمية الريفية، فإن الفرد الجزائري الذي كان إلى غاية نهاية 1969 لا يضمن الحد الأدنى لمعيار منظمة الصحة العالمية من الوفرة الغذائية، حيث لم يكن يتجاوز 1758 وحدة حرارية للفرد خلال اليوم، بينما المعدل الدولي هو في حدود 2160 وحدة حرارية· وإذا كانت الوفرة الغذائية بالنسبة للعديد من الأخصائيين الذين حضروا اليوم الدراسي لا تعني الأمن الغذائي الذي قال عنه الوزير بأنه ''التأمين في كل الأوقات ولجميع السكان الحصول على التغذية الصحية بدون تمييز بالتوزيع والمراقبة والوفرة''، وهو ما تضمنه الجزائر، إلا أنه بالمقابل لا تزال الجزائر بعيدة عن تحقيق الأمن الغذائي الذي ربطه المختصون بضرورة وجود فائض في الإنتاج الغذائي العام الموجه إلى التصدير أو التخزين· ورغم ذلك فوزير الفلاحة اعتبر أن تعداد السكان في الجزائر الذي تضاعف بنحو أربع مرات منذ الاستقلال ''تضاعفت معه الوفرة الغذائية الكلية ثماني مرات''· وأضاف ''قيمة الوفرة ماليا في 2009 وصلت إلى 26.13 مليار دولا، منها 20.73 مليار دولار انطلاقا من الإنتاج الفلاحي و5.4 مليار دولار انطلاقا من الواردات· وربط الأزمة الغذائية من خلال ارتفاع الأسعار وندرة المنتوج في الجزائر بالأزمة العالمية في 2007 و,2008 وقال ''لقد أبرزت هذه الفترة هشاشة وتبعية الاقتصاديات الفلاحية والريفية لكثير من الدول السائرة في طريق النمو ونقائص التعاون الدولي''· وفي النقاشات اعتبر الوزير أن الجزائر تملك استراتيجية التجديد الفلاحي، وأن ثمارها ستكون على المديين المتوسط والبعيد، موضحا بأن ليس له ما يخفيه ''فنقول بوضوح إن البطاطا لا تكفي إلا ل 7 أشهر، ولكن كل ثقتنا في فلاحينا ولا خوف علينا مستقبلا لجديتهم، فالقطاع فيه الصالح أكثر من الطالح رغم أن هناك جهات كانت ترفض أن نعمل على إنتاج البذور في الجزائر بسبب اتهامنا بعدم القدرة ونقص الجودة والتشكيك في إمكاناتنا''· ميمون: ''بحرنا محدود الثروة وعلينا الاتجاه إلى تربية المائيات للتوازن'' من جهته، لم يخف وزير الصيد البحري، اسماعيل ميمون، أن الأمن الغذائي في شقه المتعلق بالموارد الصيدية، بأنه ضعيف وأن إنعاشه لن يكون إلا بنجاح مشاريع تربية المائيات· وقال ''البحر الأبيض المتوسط شبه مغلوق وبعيد عن التيارات التي تأتي بالثروة ولا تمتد فيه التضاريس القارية، وبالتالي علينا إرساء التوازن بتنظيم مراحل الصيد وتربية المائيات التي لا تقتصر على أسماك المياه العذبة بل سنعمل على نشر المزارع على سواحل البحر كذلك''، معترفا بأن معدل أكل الفرد الجزائري لا يمكن أن يفوق 6 كيلوغرام سنويا من دون الاستراتيجية السابقة''·