ليس هناك أصعب من التعصب الأعمى الذي تصحبه الغمامة السوداء التي تشبه البركان الذي يعكر صفو الكثيرين هذه الأيام·· قال حماري·· لماذا تفتح ملف التعصب هذا·· أنا حمار متعصب وديمقراطي في نفس الوقت ·· ضحكت من كلامه وقلت·· ديمقراطي ومتعصب في نفس الوقت؟ نهق عاليا وقال··· نعم مثل بعض السياسيين الذين يدعون الديمقراطية وهم أكثر الناس ديكتاتورية وتعصب·· قلت له·· ''على من راك تمعني''·· قال·· الكثير منهم·· السعيد والحسين وعبد الله وعبد العزيز والسي أحمد·· قلت له·· هكذا إذن تنزع الألقاب عن الغاشي وتسميهم بأسمائهم·· ضحك حماري وقال·· إنها للتمويه فقط·· قلت له معك الحق كلهم يدعون الديمقراطية وهم على فوهة الحزب الذي يكاد يختنق من جبروتهم·· قال حماري·· مثلك يا صديقي أنت أيضا مثلهم متعصب لرأيك و''معزة ولوكان طارت''·· قلت له·· يا حماري لماذا تتهمني بالعصبية وأنا لا أملك حزبا وليس لي أي باع في السياسة أو غيرها من الأمور التي لا تغني ولا تسمن من جوع·· وحتى أمور البيت أنت الذي تنظمها على الرغم من أنك حمار·· نهق عاليا وقال·· رغم أني أهتم بشؤون البيت ولكنك الآمر والناهي يا صديقي وأنا مجرد مناضل مثل المناضلين في هذه الأحزاب التي كرست الدكتاتورية بمعناها الحقيقي·· قلت له ضاحكا·· أنا رئيس وأنت مناضل وعليك أن تلتزم بقراراتي وإلا·· نهق عالي وقال·· هذه هي الديمقراطية الحقيقية·· وما عليّ سوى الطاعة··