تتواصل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي عبر العديد من مناطق الوطن ومعها يتصاعد غضب المواطنين، الذين ضاقوا ذرعا بتجدد الانقطاعات في عز الحر الشديد، وهي انقطاعات مرشحة للاستمرار لتظل مخاوف حدوث انقطاع عام أو ما يعرف ب''بلاك آوت'' على غرار ذلك الذي عاشته الجزائر العام 2003 الإنشغال الأكبر عند الجزائريين والذي ستواجهه شركة تؤكد أن الأمر خارج عن نطاق تحكمها مادام الأمر يتعلق بعجز في شبكات التوزيع وارتفاع مستوى الاستهلاك· س مثل سونلغاز: تعد الشركة الوطنية للكهرباء والغاز ''سونلغاز'' -وهي وريثة شركة كهرباء وغاز الجزائر- الوحيدة التي تنشط في مجال إنتاج ونقل الكهرباء وهي تستعد، اليوم، للإحتفال بالذكرى ال40 لتأسيسها· وقد خضعت ''سونلغاز'' إلى عملية إعادة هيكلة، حيث تحولت إلى شركة قابضة تظم 32 شركة فرعية و6 شركات بالمساهمة المباشرة· وقد انطلقت هذه العملية في العام 2006 من خلال إنشاء ثلاث شركات الأولى لإنتاج الكهرباء والثانية لنقل الكهرباء، في حين تختص الثالثة في إنتاج الغاز وهي العملية التي استمرت إلى غاية العام 2006 حيث أنشات في الفاتح جانفي أربعة شركات لتوزيع الكهرباء والغاز وشركة لتسيير المنظومة الكهربائية الوطنية، وفي نفس الفترة تم إلحاق شركات الأعمال ''كهركيب'' و''كهريف'' و''قانا غاز'' و''انيرغا'' و''التركيب'' بمجمع سونلغاز بقرار من السلطات العمومية من أجل فعالية أفضل في إنجاز المنشآت الطاقوية· إلا أن الشركة الأم تبقى المسير لمحافظ الأسهم التي تملكها في مختلف الشركات التابعة لها من خلال الفحص والتدقيق في الحسابات، كما تتكفل بوضع وتطبيق مخطط التنمية لكامل المجمع· ت مثل تذبدب: تعيش عدد من مناطق الوطن، خلال الأيام الأخيرة، انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي وهو ما أثار غضب المواطنين وخلق مخاوف لديهم من حصول انقطاع عام في الكهرباء، على غرار ذلك الذي حصل في العام 2003 على خلفية توقف محطة الحامة· وتحرص ''سونلغاز'' على التأكيد في هذا الصدد على أن درجات الحرارة التي سجلت في الأيام الأخيرة مستويات كبيرة جدا، تقف وراء الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي وتواصل تذبذب التزود به في عدد من بلديات القطر الوطني· وحسب ما صرح به نور الدين بوطرفة المدير العام لسونلغاز، فإن الانقطاع في الكهرباء المسجل عبر التراب الوطني خلال موجة الحر هذه، يعود إلى العجز المسجل على مستوى شبكات التوزيع ذات الشدة المنخفضة والمتوسطة، وأضاف المسؤول الأول لمجمع سونلغاز أن الاستعمال ''المفرط'' لأجهزة التكييف من مبردات وآلات للتهوية يؤدي إلى ارتفاع ''مهم'' في استهلاك الطاقة، إضافة إلى أعمال القرصنة والسرقة التي تتسبب في عجز شبكة التوزيع، بالخصوص مراكز التحويل التي تفقد طاقاتها عندما تكون تحت تأثير ارتفاع درجات الحرارة· ا مثل استهلاك أو إنتاج: بلغ حجم الاستهلاك الوطني للكهرباء في الفترة الممتدة ما بين أفريل وجويلية 2009 ،2000 ميغاواط من طرف الزبائن الصناعيين والعائلات فقط ''للتبريد''، وارتفع استهلاك الكهرباء بما يفوق 20 بالمائة من 2008 إلى 2009 في العاصمة، و35 بالمائة في جنوب البلاد· وقد تم تسجيل نسبة قياسية في سهرة يوم 14 جويلية، والتي بلغت 6838 ميغاواط، أي بارتفاع قدره 8 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2008 وهو الارتفاع الذي يعادل تموين مدينة بنفس حجم الجزائر العاصمة، وقد تسبب ذلك في توقف ثلاث محطات إنتاج بشدة 400 ميغاواط لكل واحدة على مستوى محطة حجرة النص بتيبازة، مما تسبب في عجز يقدر ب1200 ميغاواط في ظرف زمني لا يفوق 20 ثانية· وشرعت مصالح سونلغاز في تنفيذ مخطط استعجالي بوشر فيه السنة الجارية يتضمن إنتاج 2000 ميغاواط، وقد حظي المشروع باستثمار يقدر ب 2 مليار دولار وسيسمح هذا المخطط بتفادي الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي· ومن أجل الاستجابة لهذا الطلب الكبير على الطاقة، أكد الرئيس المدير العام لسونلغاز على ضرورة إنجاز محطات تحويل جديدة والتي تتطلب عملية إنجازها توفر الشركة على أرضيات يبلغ متوسط مساحتها 20 مترا مربعا لكل محطة· وقدر إنتاج الجزائر من الكهرباء 8091 ميغاواط خلال العام الماضي مقابل 8412 العام 2007 في حين وصلت القدرة الإنتاجية للشركات إلى 6381 ميغاواط في 2008 مقابل 6752 ميغاواط سنة .2007 ع مثل عجز وعائدات: عانت ''سونلغاز'' خلال العام الماضي من عجز مالي بحدود 130 مليار دينار، تمثل في الفارق بين عائدات المجمع ب 145 مليار دينار والنفقات على شكل استثمارات ب 275 مليار دينار· ومن المنتظر أن تشهد السنة الجارية عجزا أكبر في ميزانية المجمع، خاصة وأنه يطمح بضخ استثمارات أكبر في ,2009 كما تعاني الشركة من ظاهرة سرقة الكهرباء، حيث تسجل سنويا خسائر ب 5,1 مليار دينار منها 10 ملايير دينار في شكل صافي خسائر سرقات الكهرباء، دون دفع مقابل لذلك وهو ما يمثل 10 في المائة من إجمالي رقم أعمال المجمع سنويا، تضاف إليها 500 مليون دينار يدفعها المجمع في شكل نفقات للعمل على تغطية عجز الميزانية بفعل ظاهرة السرقات·