تسعى تركيا إلى حشد الدعم من جيرانها الآسيويين لموقفها في مواجهة الهجوم الإسرائيلي الأسبوع الماضي على أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى غزة· ومن المتوقع أن يطغى موضوع أسطول الحرية -الذي أسفر الهجوم عليه عن تسعة شهداء أتراك- على قمة منظمة التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (سيكا) التي تنعقد في مدينة إسطنبول· وأكد دبلوماسي تركي طلب عدم الكشف عن هويته أن إدانة إسرائيل بسبب الهجوم على سفن الحرية سترد في البيان الختامي للقمة، التي يشارك فيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظيره الأفغاني حامد قرضاي ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وطارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي· ويعود تاريخ انطلاق هذه القمة الآسيوية إلى العام 1992 عندما تم في كزاخستان إنشاء مؤتمر للتعاون وتعزيز الثقة بين الدول الآسيوية، كان الهدف الأساسي منه هو التعاون الأمني بين الدول الآسيوية لمواجهة ما يسمى الإرهاب· وتطورت القمة في السنوات الأخيرة ليبلغ عدد الدول المشاركة فيها عشرين دولة، وانضمت إليها دولتان هذا العام وهما فيتنام والعراق، وأصبحت الآن تهتم بتعزيز العلاقات الثنائية بين الدول الأعضاء وتذليل جميع الخلافات بينها· وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد قال أول أمس -في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السوري بشار الأسد- إن بلاده لا يمكن أن تلتزم الصمت بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية، واعتبر أن قطاع غزة تحول إلى ما وصفه بسجن كبير، ودعا إلى معاقبة المسؤولين الإسرائيليين عن الهجوم وتقديمهم للعدالة· من جانبه، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إن على إسرائيل بيان موقفها صراحة من لجنة التحقيق الدولية، وأضاف في معرض رده على أسئلة الصحفيين أن تركيا تواصل تقييم علاقاتها العسكرية مع إسرائيل، وأن مسار هذه العلاقات مرهون بمواقف تل أبيب· وأكد أنه إذا أعلنت إسرائيل قبولها وتعاونها مع لجنة تحقيق دولية فإن ذلك سينعكس على علاقات تركيا معها، أما إذا اعتبرت نفسها ''فوق القانون ورفضت التحقيق الدولي، فعليها أن تعلن ذلك صراحة وعندها ستكون في موقف الذي يخفي شيئا ويسعى للهروب من مواجهة الحقائق''· وقال داود أوغلو ''لا أحد له الحق في مهاجمة مواطنينا دون وجه حق، ومن يفعل ذلك يتحمل التبعات، أما تركيا فهي مستعدة للإجابة على أي تساؤلات عما حصل''·