الساعة كانت تشير إلى العاشرة ونصف صباحا عند وصولنا إلى مدينة واضية، لنتجه مباشرة إلى مقر هذا البنك، حيث وجدنا أمام بابه الرئيسي عددا من أعوان الشرطة الذين كانوا بصدد التحقيق في القضية· بعد إلحاحنا تمكنا من ملاقاة مدير هذا البنك الذي أكد أن المجموعة قد اقتحمت المقر في حدود الرابعة ونصف مساء، موضحا ''أن البنك يغلق أبوابه في حدود الثالثة ونصف، لنفسح المجال أمام الموظفين لإعداد الحصيلة اليومية، وأثناء فتح الأبواب من طرف أعوان الأمن للسماح لأربعة موظفات بالخروج، ثلاثة أشخاص مجهولين ومدججين بمسدسات أوتوماتيكية يقتحمون البنك ويلزمون الجميع على الوقوف وفتح الصناديق المصفحة تحت طائلة التهديد، ليتم الاستيلاء على قيمة 9700 أورو و40 مليون سنتيم، ليغادروا المكان بعد التحاقهم بالشخص الرابع الذي كان في انتظارهم، ولاذوا بالفرار باستعمال سيارة من نوع ''بيجو اكسبير'' باتجاه دائرة بني دوالة''· ويضيف ذات المدير ''أن الأشخاص الذين اقتحموا المقر كانوا مكشوفي الوجه وتتراوح أعمارهم ما بين 30 و35 سنة ونفّذوا عمليتهم في مدة لا تتجاوز عشر دقائق···''. ورجّح أحد المحققين الذي كان بعين المكان أن تكون المجموعات المسلحة وراء هذه العملية، التي راقبت تصرفات موظفي البنك لمدة من الزمن، الأمر الذي سهّل مهمتهم، بالرغم من وصول قوات الأمن دقائق فقط بعد الحادثة· انعدام كاميرات المراقبة يصعّب مهمة المحققين رغم أن مقر هذا البنك يتوسط مدينة واضية ويحاذي المدرسة الابتدائية للإخوة تيفريتي، إلا أن الأمر المحير هو انعدام كاميرات المراقبة أمام بابه الرئيسي مثله مثل كامل البنوك الموزعة على مختلف مناطق القطر الوطني، مما سيصعّب دون شك من مهمة المحققين في ظل غياب أدنى المعطيات عن مرتكبي هذا الاعتداء. وحول هذه النقطة، حاول المدير الجهوي لبنك الفلاحة والتنمية الريفية تبرير انعدام كاميرات المراقبة بتغيير مقر البنك خلال الأيام القليلة القادمة، بعد كراء مقر آخر غير بعيد عن المقر القديم· قوات الأمن تشتبه في مشاركة الإرهابيين المقضي عليهما ببني دوالة في العملية أثناء حديثنا مع أحد المشرفين عن التحريات في ملف اعتداء أول أمس، لم يستبعد محدثنا أن يكون الإرهابيان اللذان تم القضاء عليهما ليلة أول أمس على مستوى منطقة ''تيبلاكين'' ببني دوالة في كمين لعناصر الشرطة القضائية، من بين العناصر المشاركة في عملية السطو على مقر بنك واضية، وهي فرضية تم أخذها بعين الاعتبار من طرف المحققين ويمكن أن تتأكد مع تقدم التحقيقات· محاولة اختطاف مواطن بآيت تودارت تؤكد الأزمة المالية التي تتخبط فيها المجموعات الإرهابية وأثناء تواجدنا بدائرة واضية، علمنا من مصادر جد مطلعة، أن مجموعة مسلحة مدججة بأسلحة أوتوماتيكية قد حاولت، مساء أول أمس، اختطاف أحد مقاولي بلدية آيت تودارت التابعة لدائرة واسيف، بغرض إجباره على دفع فدية، لكن هذا الأخير تمكن من الإفلات من مخالب هذه العناصر، لتليها موجة من الغضب وسط السكان الذين قرروا شن إضراب عن العمل للتنديد بهذه الممارسات، التي استهدفت عددا من أبناء المنطقة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة. وحسب أحد المتتبعين للشؤون الأمنية بالمنطقة، فإن عمليات أول أمس جاءت لتؤكد رغبة الجماعات المسلحة في الحصول على مبالغ مالية، في عمليات متفرقة تنفذ في نفس التوقيت، لتجنب الوقوع في مصيدة قوات الأمن·