أخيرا إنتهت المواجهة الأيبيرية، كما كان يقول المنطق لصالح الإسبان، حتى وإن كان ذلك بهدف وحيد·· هذا الذي بين الروح القتالية التي تحلى بها الفريقان طيلة المباراة التي جمعت، لأول مرة، في المونديال الإخوة الأعداء من شبه جزيرة أيبيريا·· الجملة المشهورة للناخب الإسباني ديل بوسكي الذي يقول ''البرتغال هي 10 مدافعين ومهاجم وحيد''، أخيرا صدقت، ورأينا في المقابلة لعبا دفاعيا صلبا وجميلا، مع الخطة الدفاعية التي لعبها البرتغال، وانتظار الابن المدلل كريستيانو رونالدو·· لكن هذا الولد الشقي لم يستطع كسب الرهان وخسر المعركة ضد ديفيد فيا، الذي كان أفضل بكثير، ومسجل هدف تاريخي· إسبانيا·· بطلة أوروبا·· والتي تمتلك لاعبين ينشطون معا منذ صنف الأصاغر، أطلقت سراح لعبتها الجميلة أخيرا، ويجب أن نحسب لها ألف حساب من الآن في الأدوار المتقدمة· ''لا روخا'' أو حضانة اللاعبين الكبار مثل ديفيد فيا، هداف المونديال لحد الساعة وتورينت النجم الصاعد، ناهيك عن النجم فابريغاس الذي تركه ديلبوسكي في مقعد الاحتياط·· المدرب الإسباني الذي كان له سجل رائع في ريال مدريد، إستطاع لحد الآن المزاوجة، وبذكاء، بين عدد لا يحصى من اللاعبين الممتازين الذين يلعبون بشكل أساسي في ريال مدريد وبرشلونة، حتى دافيد فييا الذي كان وفيا لفالانسيا لم يتمكن مقاومة السحر الكاتالوني، خيبة أمل كبيرة بالنسبة لليابان، هذا الفريق الذي أعطى وجها حسنا في الدور الأول، ليسقط في الأخير ويخرج بركلات الترجيح، بعد أن أخفق أفضل لاعب في التشكيلة ''هوندا'' غير المنتظر في تحويل الكرات الثابتة إلى أهداف· آآآه·· يجب علينا العودة بسرعة لهذا العزيز بلاتر، الذي قدم اعتذاراته لكل من إنجلترا والمكسيك بعد أخطاء الحكام التي كانوا ضحية لها· هل يمكن أن نقول أن بلاتير خائف من الاتحادات الكبيرة والعظيمة للكرة المستديرة وتأثيرها، أو تأثير الذي يمكن أن يدمر صورته وسمعته على صفحات أكبر المجلات اللندنية؟ هل هذه هي نهاية هذه العظمة؟ في رأيي، الفيفا لا يمكن لها أن تتمسك طويلا بمعارضتها للإستعانة بالفيديو في التحكيم، والذي أثبت نجاعته بشكل جيد في العديد من الرياضات الأخرى على رأسها كرة القدم الأمريكية المعروفة بالريغبي· وحجتهم التي تقول أن قواعد الكرة يجب أن تكون نفسها في كل أقطار العالم، ببساطة فكرة سخيفة، لأن الكرة في عالم الهواة ليست نفسها في عالم الاحتراف أي يسمح بكل شيء، حتى الحيل القذرة·· أين يجب التحكم إلى الفيديو·· بالإضافة إلى ذلك عندما نعرف أن الفيفا قد اختارت لهذا المونديال الحكمين اللذين أدارا مباراتي (إيرلندا فرنسا) ومباراة (مصر الجزائر) تأتي إلى مخيلتك العديد من الأسئلة والحيرة حول الطريقة التي تسير بها الفيفا· ها هي حاليا تهدد فرنسا، إذا قام قصر الإيليزي بالتدخل في شؤون الإتحاد الفرنسي لكرة القدم·· صحيح أن ساركوزي يحب أن يقود كل شيء بنفسه، لكن في الصحافة غير ذلك، خاصة بعد أن علمت بأنه من أمر بطرد من أحد شاشات التلفزيون الفرنسي الكوميديين ''ستيفان غيلون'' و''ديديي بورت'' اللذين انتقداه كثيرا وهو الذي أعلن أنه يريد شراء صحيفة ''لوموند'' الفرنسية، ولحسن حظ ما تبقى من حرية الصحافة والتعبير في فرنسا لم تسمعه بهذه الأذن·· لم نسمع من تلك الأذن ساركوزي، الذي يريد الدخول بقوة في رئاسيات 2012 يريد تعيين صديقة ''بومبارد'' على رأس ''مصلحة التلفزيون العمومي الفرنسي''، وهنا يمكن للكثير من الفرنسيين الناقمين على ساركوزي تعزية أنفسهم قراءة سلسلة ''البطة بالسلاسل''··