لقد خرجت إفريقيا من المنافسة، وبعد الأداء الجميل الذي ظهر به ''النجوم السود'' من المنتخب الغاني، انتهى بهم الأمر بالخروج من المنافسة بعد أن كانت تفصلهم عن التأهل التاريخي إلى الدور نصف النهائي من تصفيات كأس العالم مجرد خطوات· ضربة الجزاء الملعونة التي كبحتها عارضة المرمى كابحة معها حماس قارة بأكملها بعد فشل الفرق الإفريقية الخمسة المشاركة في المنافسة من فرض وجودها في المنافسة حتى النهاية بل اكتفت بمكان واحد في الدور ربع النهائي، ولحد الآن مازالت هذه المنافسة التي تحتضنها جنوب إفريقيا ترفض الابتسام في وجه ممثلي إفريقيا الست· لقد كان منتخب غانا بالرغم من الأداء الجماعي المميز الذي ظهر به خلال هذه المنافسة آخر الفرق التي كانت مرشحة من أجل الوصول إلى الدور ربع النهائي بعدما كانت الأضواء مسلطة على الكوت ديفوار والكاميرون اللتان أحبطتا في هذه المنافسة، وبرهن المنتخب الغاني بأنه الفريق الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه· نيجيريا تأهلت بصعوبة إلى نهائيات كأس العالم وخرجت مبكرا من هذه المنافسة، وقد وضع رئيس هذا البلد حدا لإخفاق منتخبه عبر إيقافه عن المشاركة الخارجية لمدة عامين، بعد موجة الغضب التي اجتاحته بعد إقصاء فريقه، وهذا ما جعل مسؤولي الاتحادية الدولية لكرة القدم يرفضون أخذ هذا النوع من المقاييس التي تعزل نيجيريا التي تشهد أزمات أسطورية· ولم تكن الجزائروجنوب إفريقيا إلا مجرد نمرين من ورق، مكتفين بالقليل، والذي يظهر في العبارة المتداولة لدى الجزائريين ''المهم المشاركة''، فبالنسبة للجزائريين، المهم كان في تحديد الخسائر التي مني بها الفريق في مقابلاته الثلاث في كأس العالم بعدم تسجيل أي هدف، وقد سمحت لنا منافسة كأس إفريقيا للأمم من قياس امتداد انزعاجنا من أداء الفريق من بعد نتيجة 0 مقابل 3 أمام الفريق الملاوي و0 مقابل 4 أمام المنتخب المصري· إفريقيا تمتلك وسائل جد رياضية، بامتلاكها للاعبين من المستوى العالي بتكوينهم الأوروبي، الذي يسمح لهم بتقديم أداء متميز، لكن الظروف الاجتماعية والسياسية الحالية تجعل الأشياء أكثر صعوبة أو مستحيلة· وما يعبر عنه موقف نيجيريا خلال هذا المنافسة هو أن الأنظمة المتسلطة التي تسيطر على ثقافة الحياة اليومية في الدول الإفريقية، التي لم تذهب بعد عكس عنوان كتب ريني ديمون ''إفريقيا السوداء لم تغادر جيدا''· اليوم، وبعد أكثر من خمسين سنة من الاستقلال، لم تتغير أشياء كثيرة في هذه القارة، التي يتفشى فيها الفساد وتزوير الانتخابات التي لم تكن يوما نظيفة، كما تعتبر الديكتاتورية والانتهازية فيها من بين أهم الفضاءات المشتركة بين معظم دولها، بغض النظر عن بعض الدول مثل غانا الذي كان أفضل فريق إفريقي في مونديال .2010 فهل يمكن أن تكون لدينا فرق جيدة في قارة تنتقل من أزمة إلى أخرى، حيث تتداخل أزمات مثل الانقلابات العسكرية والرئاسة مدى الحياة والبطالة مع نزعة الهروب والهجرة؟