في إفريقيا حيث الشرعية الديمقراطية غائية، نجد السلطات الشعبية المنتخبة ذاتيا تتحكم في حق محو فيدرالية كرة قدم أو نقابة متجاوزين كل الاتفاقيات الدولية· ولا نجد محاولات التدخل الكبيرة في الأنظمة المنتخبة فقط في الحدود الإفريقية أو الديكتاتورية، بل وحتى في وزيرة الصحة والرياضة الفرنسية، والتي كانت مطالبها صاعقة على ''الفيفا'' ووسائل الإعلام والشخصيات الفرنسية التي ترى أنه يجب التراجع عن التدخل في الشؤون الداخلية للفيدرالية الفرنسية لكرة القدم· صحيح أنه بالرغم من يقظة وتفطن ''الفيفا'' إلا أن هناك فيدراليات لم يكن انتخابها جيدا، لأن رؤساءها تم اختيارهم من طرف سلطات الدولة، وهذا ما يمكن ملاحظته في قارتنا وفي دول المغرب العربي حيث التبعية عنصر مشترك بين مختلف هذه الدول· يجب أن نعرف بأنه في أوروبا، حيث الانتخابات تجرى بصفة عادية في القطاع الاجتماعي والسياسي والرياضي، نجد الفيدراليات المنتخبة تختار بصفة جيدة مجالسها، وهذا أمر معروف لدى الجميع· لنكن جديين، ولنتجنب هذا الهذيان الذي يميز الخطاب الإعلامي والسياسي في الجزائر في الدول الأقل تفتحا، والذي يبحث عن تفسير للفشل الذي يبرر في كل مرة بوجود عدو خارجي· لو كانت السلطات النيجيرية قد تركت مسؤولية تسيير شؤون كرة القدم في يد الفيدرالية، لسارت الأمور على أحسن ما يرام، بالرغم من أن هذا القرار من الصعب اتخاذه بالنسبة للفيفا، بمعنى أنه لا يجب معاقبة كرة القدم والرياضيين النيجيريين· أما بالنسبة للبقية، فإن وزراء الرياضة والحكومات الإفريقية في معظمها، لم يتغذوا بعد على ثقافة الديمقراطية ويسيرون القطاع الرياضي بطريقة سيئة، وهم يحاولون دائما التدخل في الشؤون الرياضية للهيئة الأولمبية ومختلف الأنظمة الأخرى الثقافية والنقابية والسياسية والاقتصادية· وزير الرياضة في واقع الأمر لديه مهام محددة وهدف أساسي، وهو وضع سياسة رياضية واضحة ومتناسقة، وهذا لم يكن حال الجزائر منذ سنوات خصوصا في معهد التربية البدنية، وهذا هو الحال بالنسبة للعديد من الفضاءات الإفريقية· قرار تأجيل الحركة الرياضية الدولية في نيجيريا من طرف رئيس نيجيريا ما هو إلا تعبير عن نوعية نظام الحكم في إفريقيا، الذي يلغي كل المبادرات الفردية أو المبادرات المشتركة للمواطنين· يجب أن نعود إلى حقيقة أن إفريقيا ليست ديمقراطية وليس لديها نظام حكم جيد، وهي مسيرة من طرف أطوقراطيين، وبحكم فشل الشرعية الشعبية، يتجاهلون مجتمعاتهم، ولا يتوانون عن اتخاذ قرارات نابعة عن غريزتهم، مثل ما هو الحال بالنسبة لقرار الإغلاق على كرة القدم في نيجيريا، وهذا ما أسعد كثيرا أعداء الكرة المستديرة· هل يجب أن نحرق فريقا لكرة القدم بسبب فشله في التأهل إلى الدور ثمن النهائي واتباع قرار القذافي الذي علق من جهته المشاركة الليبية في المنافسات الدولية، بدون أي نظرة ديمقراطية بالطبع يجب فتح نقاش حقيقي دون أي تفضيل طرف عن الآخر· الفيدراليات يجب أن تتخذ قراراتها شخصيا، ووزراء الرياضة سيقدمون ما هو خارق للعادة إذا تولوا شخصيا قضايا التنظيمات الرياضية، وهي المهمة التي ليست بالسهلة· فالفيدراليات الرياضية مثل غيرها من التنظيمات النقابية والسياسية والثقافية والسياسية، يجب أن تكون مستقلة عن مختلف السلطات التي يغريها تواجد الجمعيات الموالية تحت الأوامر·