اليوم ستحتضن ملاعب إفريقيا مقابلة نهائي كأس أوربا مجددا، هل ستحسم بنفس الطريقة الماضية؟ اليوم سنرى كرة قدم عالمية حقيقية، تجتمع فيها كل العوامل الضرورية التقنية، التكتيك··· سنرى الريبرتوار العالمي بكل ما فيه، ولذلك أعتقد أن هذه المقابلة مفتوحة على كل الاحتمالات، كما سيكون للمدربين الحظ الأكبر ضمن المجموعة لأنها ستكون مباراتهما أولا، ومن سيحقق نتيجة إيجابية هو الشخص الذي يتمتع بحكمة وذكاء أكبر، وهن ا أيضا الاحتمالات مفتوحة على كل شيء، لأن هذين الرجلين حققا نتائج مهمة، فمدرب الفريق الإسباني حقق نتائج جد متقدمة في فترة قصيرة، في حين أن لوف المدرب الألماني جاء بعقلية جديدة إلى عالم الكرة في أوربا خصوصا بتوظيف لاعبين من جنسيات أصلية مختلفة وتقبلهم الجميع بشكل جيد، وهذا في حد ذاته إنجاز يبين حكمة وكفاءة الرجل، التي انعكست بشكل كبير خلال مقابلة الأرجنتين التي بين من خلالها أنه يعتمد على التقنية العلمية والدراسة وليس المواهب وحدها. سيكون اللقاء بين ملكة أوربا في كرة القدم ووصيفتها، هذه الأخيرة التي بدت بوجه الآلة المتوجهة مباشرة للحصول على اللقب الأكبر بدون تعثر، هذا الدفاع عن الألقاب ألا يجعل المقابلة أكثر خصوصية؟ أكيد، لكن هناك جملة من الأسباب التي تضفي الخصوصية عن لقاء ألمانيا - إسبانيا، إلى جانب مسألة الثأر والألقاب، وهذا ما يجعلني أكيد من أننا سنرى مقابلة متميزة ستدرس في الملاعب العالمية، ولا يمكن حسم نتيجتها إلا في ال 90 أو ال 120 دقيقة التي تدور فيها المقابلة، ذلك أن الفريق الألماني تقدم جدا من الناحية البدنية بل ممتاز، وهناك تحضير على مقاييس علمية دقيقة، ما جعل التشكيلة تتميز بالتوازن الكبير، فمن الناحية البدنية نرى هناك صاحب القدرات في الكرات العالية، كما نرى صاحب القدرات في الكرات الأرضية، هناك لاعبين سريعي الحركة، كما هناك من يتميز بحركة ثقيلة··· كل هذه الأشياء تجعل التشكيلة قادرة على خلق حلول مناسبة في الوقت المناسب، وهذا مع المهارات الذهنية يجعلهم لا ينتظرون الحل من البنك -كما يقال- وإنما يسوون الأمر في الميدان، وهذا ما جعل التكهن بالفوز الألماني سريع خصوصا مع الأداء الذي قدمته في فعاليات المونديال ما عدا تعثرها الطفيف أمام صربيا، لكنها غطت الأمر لاحقا مع إنجلترا والأرجنتين، ولذلك بات المنطق يقول إنها هي الفائزة، خصوصا اعتمادا على خبرتها التي كانت كلما تقدمت في مراحل اللعب تبدو أكثر فعالية، لكن مع هذا لابد أن لا ننسى أنها تلعب أمام المدرسة الكروية الأكثر تميزا في العالم، البرصا، التي لا تنافس في اللعب الجماعي والتحكم في الكرة، إلى جانب امتلاك الإسبان عامل نفس محفز مهمّ وهو دفاعه عن شرعية اللقب الأوربي الذي يحمله، لذلك المقابلة ستكون كبيرة إذا لم يؤثر عليها التحكيم السيء الذي يعد مصدر خوف على هذه المقابلة الهامة. لكن خبرتكم تجعلكم تفضلون فريقا على الآخر، في كل الأحوال؟ حقيقة، أثق جيدا في المدرسة الإسبانية في اللعب، لكن الوجه الجديد لألمانيا مخيف، وهذه المقابلة ستكون بين المدربين، والأذكى بينهما سيكون الفائز.