فتحت الفنانة السعودية وعد قلبها ل ''الجزائر نيوز''، وفي حوار أجرته معها، تطرقت نجمة الأغنية السعودية إلى مجموعة من النقاط تعلقت بمشوارها الفني وتجربتها في تأدية مختلف الطبوع الغنائية· وبينما فتحت النار على فنانات الإغراء والعري، بنت السعودية ذكرت بأنها تؤمن بالحرية، لذلك اختارت الغناء بالرغم من أنها لاقت الكثير من الانتقادات، مؤكدة في السياق ذاته أنها تنتظر دعوات الفنانين الجزائريين لمشاركتهم في أعمال فنية وأنها لا تشترط أن يكونوا نجوما،المهم أن يكون لديهم ذوق فني· مرحبا بك في الجزائر التي تزورينها لثاني مرة··· قبل أن أشكرك على الترحيب، أود أن أرحب بك أنا كذلك لأنني أحس وكأنني في بلدي الأصلي، أما تواجدي ببلد المليون ونصف المليون شهيد من أجل إحياء سهرة من ليالي جميلة، فهو شرف كبير لي، وهذه أمنيتي من السنة الماضية التي زرت فيها تيمفاد، والحمد لله لقد تحققت في الطبعة السادسة من مهرجان جميلة العربي الذي سمعت عنه الكثير وأحببته قبل أن أشارك فيه، ومهرجانات الجزائر شيء رائع ومبادرة يستحق القائمون عليها الشكر الجزيل، ومن جهتي كفنانة أؤمن بأن الفن رسالة بلا حدود، وأكيد سيكون لهذه التظاهرات الدور الكبير في التقريب بين الشعوب العربية· أجاب جل الفنانين العرب ممن أحيوا حفلات بمهرجان جميلة عندما سئلوا عما يعرفونه عن الفن الجزائري بأنهم لا يذكرون منه إلا طابع الراي، ماذا عن وعد؟ أنا على علاقة جيدة بالفن الجزائري من خلال بحثي المستمر في بعض أنواعه خاصة التي أحاول تأديتها مستقبلا، صحيح أن طابع الراي هو الأكثر انتشارا، وقد ذاع صيته على يد مجموعة من الفنانين الكبار على غرار الشاب خالد، إلا أنه لا يمكن إغفال بقية الطبوع لأنها متميزة كذلك، وأنا أقول هذا لأنني استمعت للكثير منها على غرار الطابع العاصمي. ذكرت في وقت سابق بأنك تحضّرين لمشاريع تعاون مع بعض الوجوه الفنية الجزائرية لكن لا شيء تحقق، لماذا؟ لأنني لم أتلق جوابا، لكنني تعاملت مع الملحن أحمد حسن وهو من الجزائر، وقد لحن لي جل أغاني ألبومي ما قبل الأخير، وقد كانت تجربة ناجحة أتمنى أن تكون فاتحة خير لتوسيع التعامل مع ملحنين ومؤلفين آخرين، بالإضافة إلى فنانين تجمعني بهم أعمال مشتركة، وهذا ما أتمنى أن يكون مستقبلا، وعبر جريدتكم أوجه دعوة لهم جميعا وأقول لهم بأنني على استعداد للتعامل معهم دون شروط لأنني على دراية بأنها ستكون تجربة جد ناجحة. اهتمامك كبير بالطبوع الغنائية الجزائرية، هل هذا يعني أننا سنستمع لوعد وهي تؤدي لونا غنائيا جزائريا؟ هذه أمنيتي وأعد الجمهور الجزائري بالإطلالة عليه مستقبلا بأغنية جزائرية ربما ستكون في شكل ديو··· ظهرت الفنانة وعد وسط بيئة محافظة، كيف استطاعت أن تجد لها مكانة في ظل ما لاقته من انتقادات؟ دخولي عالم الفن كان بسبب حبي له وولعي به منذ الصغر وقبل تفكيري في خوض التجربة كنت أعلم أنني سألاقي في طريقي مجموعة من العراقيل قبل بلوغ هدفي ومنها بيئتي الاجتماعية المحافظة، إلا أنني عرفت كيف أتأقلم مع الوضع عندما ''أمسكت العصا من الوسط فأنا لم أتمادى حد السخط ولم أستسلم إلى حد الفشل'' وفي النهاية ما صح إلا الصحيح··· أدت الفنانة وعد في أغانيها مختلف الطبوع العربية لماذا؟ لأنني أؤمن بأن الفن رسالة بلا حدود وصوت لا يقترن بالمناطق بل بالقدرة على الأداء وهدفي من أدائي مختلف الطبوع هو محاولة الانفتاح وعدم التقوقع، وقد مكنتني تجربتي من تعلم الكثير وربط العلاقات مع العديد من الفنانين في مختلف الدول، وبالتالي استطعت اختصار رحلة سنوات في وقت قصير، كما ساعدتني تجربتي هذه في التعريف بالصوت السعودي وتمكين جمهور واسع من الاستماع له والاستمتاع بنغماته. على ذكر الصوت السعودي في ما يختلف هذا اللون عن باقي الألوان الغنائية العربية، ولماذا لا يزال حبيس حدوده الجغرافية؟ الطابع الغنائي السعودي يختلف عن غيره في الإيقاع واللهجة وحتى المواويل، كما أنه يعد من أصعب الألوان ويتطلب مهارة عالية للنجاح في تأديته··· لكنه لا يزال غير معروف، لماذا؟ مع احترامي لك، أنا أخالفك الرأي، فالغناء السعودي منتشر بكثرة ومن يؤدوه لهم شعبية كبيرة على غرار محمد عبدو وطلال مداح، إلا أن المشكل الذي يعاني منه وتسبب ربما في عدم خروجه إلى العالمية على غرار باقي الطبوع الخليجية والشرقية هو الإعلام، لأنه قليلا ما تعرض أغاني الفنانين السعوديين، لأن ما يصورونه من فيديوهات لا يتوافق والشروط التي يضعها أصحاب القنوات الفضائية، فالفيديو كليب أصبح يقترن بالعري والصور غير المحتشمة، وهذا أمر مرفوض عندنا في السعودية· بالحديث عن الفيديو كليب لقد اقترن نجاح الكثير من الفنانات العربيات به، ماذا عن وعد؟ مقياس نجاح الفنان هو نوع الغناء الذي يؤديه والكلمة التي يعتمدها في إيصال رسائله لجمهوره، أما الفيديو كليب فهو أداة تساعد على الظهور ولا تقترن به، هذا ما أؤمن به، لكن الواقع شيء آخر لأن جل الفنانات اتخذن من الإغراء والظهور وهن كاسيات عاريات على شاشات التلفزيون وسيلة لتحقيق الشهرة وكثيرات هن اللاتي نجحن في ذلك واختصار الطريق، لكن في الحقيقة ما بني على باطل هو باطل وحتى أولئك المغنيات لا يمكن أن يوصفن بفنانات لأنهن دخلاء على الفن، وبدل أن يساهمن في تطويره خربنه ونزلن به إلى الحضيض··· لكن من يمكن أن نحمّله مسؤولية تدهور الوضع؟ المسؤولية كاملة تتحمّلها تلك الفنانات لأنه لا يوجد أي منتج أو مخرج يفرض على الفنانة الظهور عارية أمام الجمهور بل هذا يتم بناء على رغبة الفنانة ذاتها في محاولة منها للظهور بسرعة ودخول عالم المنافسة من بابه الواسع، وبينما يلعب الانتشار الكثير للقنوات دورا في القضية إلا أن الطرح الأول يبقى الأهم· وماذا عن أسباب الخلاف مع روتانا؟ هي قضية لا أحب الحديث عنها والمهم أنني نجحت كثيرا في التعامل مع شركات الإنتاج الخاصة. كانت لك تجربة مع التنشيط الإعلامي، كيف تقيمينها؟ ناجحة لكنني لن أعود إليها، لأنني أريد النجاح فنيا. وماذا عن التمثيل؟ إن عرضت عليّ أعمال في المستوى وتتناسب مع شخصيتي، لأنني أحب تجريب كل شيء وتسجيل حضوري في جميع المجالات، ألا أختار إلا ما يناسبني أكثر. في الأخير، هل من كلمة تتوجهين بها إلى الشعب الجزائري؟ هو شعب رائع أحبه ''بزّاف'' وأعرف عنه تذوقه للفن وتعلقه الشديد به· هي ثاني زيارة لي لهذا البلد الرائع، ومن دون شك لن تكون الأخيرة، وأعد الجمهور بالظهور أمامه مجددا، وأنا أحمل له الجديد الذي يعجبه وسيكون من بين ما سأقدمه من أغاني بألوان جزائرية.