قامت قناة العربية بتنظيم استفتاء للمشاهدين حول المسلسلات العربية المنتجة والمعروضة بمناسبة شهر رمضان، فاحتلت المسلسلات المصرية المرتبة الأولى ب 46 نقطة، ثم المسلسلات السورية ب 43 نقطة، وفي الرتبة الأخيرة المسلسلات الخليجية ب 11 نقطة· وإذا ما عدنا للكمية، فإننا نجد بأن مصر هي الأولى أيضا، بأكثر من 60 مسلسلا، وتأتي بعدها بلدان الخليج·· أما إذا ما عدنا للنوعية، فإننا نجد الإنتاج المصري يحتل مرة أخرى، المرتبة الأولى بكثير من المسلسلات التاريخية، الاجتماعية والفكاهية، فقد احتل المسلسل التاريخي ''الجماعة'' ل ''وحيد حامد'' الإجماع كونه أصبح المسلسل الجدل بين الإخوان المسلمين وصاحب المسلسل، حيث يعتبر الإخوان المسلسل تشويها للحركة وتزييفا للحقائق التاريخية ولحياة الأفراد ووقائع الأحداث، كما يعتبر السلطة المصرية المسؤولة عن اختيار توقيت عرض المسلسل لأسباب سياسية وانتخابية، في حين يرد النقاد بالعكس فيعتبرونه نجاحا للإخوان، فعرض المسلسل في التلفزيون، هو بحد ذاته نجاح، كونه فرصة نادرة للوصول إلى الإعلام، ومناسبة فريدة لمناقشة أفكارهم وقناعاتهم لأول مرة على الشاشة المصرية·· في حين يرى النقاد أن المسلسل التاريخي ''الشيخ همام''، الذي هو ملحمة تاريخية، والتي يعتبر فيها دور الشيخ همام ''يحيى الفخراني'' الدور الوحيد الحقيقي ضمن سلسلة من المبالغة الخيالية تنقل المشاهد إلى عصر المماليك· بالإضافة إلى ما يعرض من مسلسلات تاريخية لا تقل أهمية تليها المسلسلات البدوية وعلى رأسها المسلسل الأردني دفاتر الطوفان· وحتى المسلسلات الفكاهية مثل ''زهرة وأزواجها الخمسة''، و''عايز اتجوز'' وغيرها، كانت مصرية واحتلت مرتبات هامة في المشاهدة والتصويت·· في حين لا يشار بقيد أنملة للمنتج المغاربي، وكأنه ليس موجودا، وحتى مسلسل ذاكرة الجسد الذي أخرجه مخرج سوري كبير لم نجده في التنصيف، وكأن سبب إخفاقه التواجد المغاربي الكبير للممثلين، هذا التواجد الذي لا يحكم عليه لغويا وليس من حيث المضمون، رغم أنه كان ناطقا باللغة العربية الفصحى، ورغم الدعاية الكبيرة التي سبقته للمشاهد حتى وإن كنت أعتقد شخصيا أن الرواية المكتوبة تبقى أرقى من المصورة بكثير·بصراحة أكثر، أنا أكاد لا أتابع كثيرا من المسلسات إلا مسلسل'' ذاكرة الجسد''، والمسلسل الاجتماعي الخليجي ''ليلى''، وعلى الأخص المسلسل الإيراني المدبلج ''يوسف الصديق'' على قناة نسمة، الذي أراه مسلسلا متكاملا دينيا وتاريخيا وفنيا وتقنيا وحتى من حيث الديكور·· وقد أضاف إلي فعلا الشيء الكثير· من هنا يستفزني سؤال ملح، لا أجد له جوابا·· نحن المغاربة، أين مكاننا من الإعراب، بل أيننا من هذا التصنيف، بل ومن هذا المنتج المطروح للتصويت، والذي يقال عنه عربي·· ثم هناك سؤال آخر، هل شاركنا كمغاربة في التصويت··؟ وهل من المعقول أن يرتب الخليجيون أحسن منا ولم يندمجوا في عالم الإنتاج الفني والتلفزيوني إلا منذ سنوات·· إن ما يحز في نفسي هو ذلك الإهمال الذي نعاني منه كمغاربة يشاركون في إنتاج الإعلام العربي، لكنهم لا يحظون بالاهتمام العربي المطلوب فهل من أسباب وجيهة لهذا الإهمال؟ أم هو تخلفنا الإبداعي الذي لم نستطع أن نهيء له لا إعلاميا ولا دعائيا؟