تابعت أنا وحماري المباراة على جمرة·· واشتعلت الجمرة ولم تنطفئ حتى صفر الحكم·· ثم انطلقنا نغني ونزغرد ونرقص·· إنهم الرجال·· فعلوها الرجال·· أسود جرجرة·· يا سيدي أشكون كيما هوما··؟ نهق حماري عاليا وهو يحزم على خصره ويربط رأسه بمنديل من حرير·· أصفر وأخضر·· ونزل فيها رقصا حتى كاد يفصل وسطه·· قلت له·· بلاعقل أيها الحمار؟ قال·· مابقاش لعقل·· يجب أن يفهموا أننا مثل النار لا تضاهينا سوى النار·· قلت له·· والله أمور لا تنسى·· والله يقف إلى جانبنا لأنه يعرف صفاء نيتنا·· قال·· والله غير يستاهلوا زغرودة·· وانطلق في نهيقه المتواصل يعبر عن فرحته الملتهبة·· وفجأة سمعنا زغاريد خالتي الطاوس تنطلق أيضا من بيتها·· هي أيضا تفرح·· كيف لا والجزائر سعيدة·· كانوا يريدون قهرنا في ملاعبهم ولكنهم لم يدركوا أن زيت الزيتون الحر·· حر·· ضحك حماري لكلامي وقال·· فعلا·· زيت الزيتون لا يقهر·· والإصرار والكرامة وفرض الذات والثأر·· صرخ حماري عاليا·· ركز على الثأر·· الثأر يا دادا الثأر··