في مداخلته خلال افتتاح ندوة فكرية حول حوار الحضارات والديانات، نظمها حزب جبهة التحرير الوطني في مقره بالجزائر العاصمة، أعطى عبد العزيز بلخادم الأمين العام للحزب، لمحة حول حوار الحضارات وموقف صناع الرأي في العالم الغربي من هذا الموضوع والنقاشات التي أثيرت ابتداء من 1992 حول ما عرف بنظرية صراع الحضارات وأهم الأدبيات التي صدرت عقب ذلك في الغرب، الذي تزامن ذلك مع انهيار المعسكر الاشتراكي وتفكك الاتحاد السوفياتي السابق، وسقوط جدار برلين، بعد أن أصدر المفكر الأمريكي فرانسيس فوكوياما كتابه ''نهاية التاريخ''، وكتاب صموئيل الأشهر ''صدام الحضارات''، الذي تحدث فيه عن الانتقال من الصراع الإيديولوجي إلى الصراع بين الحضارات نفسها، وأن العدو المستقبلي للحضارة هي الحضارة الإسلامية والحضارة الكونفشيوسية التي تمثلها الصين· وحضر الندوة جملة من الباحثين المتابعين للموضوع منهم محمد الهادي الحسني، والمؤرخ عبد المجيد شيخي، والباحث عبد الكريم بكري، وكردوسي بشير· وتمحور النقاش حول ''حوار الحضارات'' الذي يجب أن يكون بديلا ل ''صدام الحضارات''، الذي استغل كثيرا من قبل الإدارة الأمريكية خاصة في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي غيّرت مجرى التاريخ، وأثارت حملات من التعصب في المعسكر الغربي ضد العالم الإسلامي، والحروب التي خاضتها الإدارة الأمريكية في أفغانستان وفي العراق، والمطاردات التي طالت الجالية الإسلامية في الدول الغربية، وكل ذلك باسم ''صدام الحضارات'' الذي بدا واضحا -حسب بعض المتدخلين- أنه جاء ليخدم المصالح الأمريكية في العالم وخلقت من خلاله أعداء من أجل الإبقاء على سيطرتها على العالم، خاصة مع العودة القوية للصين الذي ظهرت كقوة اقتصادية كبيرة تهدد الولاياتالمتحدةالأمريكية في مسألة الزعامة· ويذهب البعض أن تبني ''صدام الحضارات'' تجاوز أمريكا إلى القارة الأوربية التي رفضت انضمام تركيا، بحجج واهية وهو الرفض الذي يعلم الجميع بسبب انتماء تركيا للحضارة الإسلامية· يذكر أن هذه الندوة الفكرية حضرها مسؤولون سياسيون وإطارات وسفراء ومفكرين ورجال دين·